قال الله تعالى في كتابه الكريم (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدًى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه، وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) صدق الله العظيم.
ساعات قليلة وتستقبل الامة الاسلامية ضيفاً عزيزاً جداً، وهو شهر رمضان الكريم إنه شهر الخير والرحمة، شهر القرءان، شهر النقاء والعفة، شهر الطهر والصفاء.. إنه شهر البركة واليمن والخير والكرم والاحسان والفضائل شهر التقوى والنور والهدى والبر والمكرمات والطاعات والتسابق على المغفرة والرضوان والتوبة والاستغفار، شهر لا يحمل معه إلا الخير.
ما أخبرنا به رسولنا الكريم عن رمضان بأنه فرصة يتقرب فيها العبد من الله، وفرصة لتكفير الذنوب وحصد الحسنات، وكذلك فرصة لتقويم الروح وأيضاً تحقيق صحة الجسد،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لو علمتم ما في رمضان من الخير لتمنيتم أن يكون رمضان الدهر كله. فالصيام في هذا الشهر يمثل قمة الإيمان الخالي من كل مظاهر الرياء والنفاق، لأنه عبادة لا يراها إلا الله.
وتتواجد بعض الظواهر السلبيه للاسف بل تفرض إحدى الظواهر السيئة نفسها بقوة على مجتمعاتنا، هي دون شك ظاهرة الهدر الغذائي التي أصبحت عادة.
لقد أصبح تبذير الطعام في شهر رمضان، وإهدار الأغذية بصفة عامة عادة سيئة وخطيرة، نشتري أكثر مما نحتاج إليه من المحلات والأسواق، وتسبب هذة الظاهرة مشاكل اسريه بسبب عدم توفير الطلبات وعدم القدرة الماليه على شراءها من قبل بعد الاسر.
الشهر الكريم دعوة للمحافظة على الوقت واستخدامه فيما ينفع والترشيد فى الاستهلاك وليس للإسراف، حتى يبلغ المسلم الفائدة والثمرة المرجوة من الصيام، وهناك ظاهرة اخرى سلبيه الا وهي القنوات الفضائية تتنافس في سباق محموم بتقديم وجباتها الدسمة والمغرية من المسلسلات والبرامج والمسابقات الرمضانية. وبرامج مخصصه للاغاني.. باقة رمضانية متنوّعة تتسابق المؤسسات الاعلاميّة في عرض رصيدها السنوي من خلالها، وهناكً اقبال كبير وجذب المشاهدين، للاسف فيها عدم احترام لقدسية الشهر الكريم.
واعيد هنا نشر مقال للدكتور مصطفي محمود رحمه الله عليه وكتب حول شهر رمضان وقال:
لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلا من شهر روحاني؟ لست شيخا ولا داعية، ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتي تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان…
كنت طفلا صغيرا ناقما على أمي التي منعتني وإخوتي من مشاهدة فوازير بينما يتابعها كل أصدقائي .. لم يشف غليلي إجابة والدتي المقتضبة “رمضان شهر عبادة مش فوازير!” لم أكن أفهم منطق أمي الذي كنت كطفل أعتبره تشددا فى الدين لا فائدة منه.. فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير على شهر رمضان؟
من منكم سيدير جهاز التلفاز ليواجه الحائط في رمضان؟ مرت السنوات وأخذتني دوامة الحياة، وغطى ضجيج معارك الدراسة والعمل على همسة سؤالي الطفولي، حتى أراد الله أن تأتيني الإجابة على هذا السؤال من رجل مسن غير متعلم فى الركن الآخر من الكرة الأرضية.
كان ذلك الرجل هو عامل أمريكي في محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود فى طريق عملي وفي اليوم الذي يسبق يوم الكريسماس. دخلت لشراء القهوة كعادتي فإذا بي أجد ذلك الرجل منهمكا في وضع أقفال على ثلاجة الخمور، وعندما عاد للـ (كاشير) لمحاسبتي على القهوة سألته، وكنت حديث عهد بقوانين أمريكا: ”لماذا تضع أقفالا على هذه الثلاجة؟؟” فأجابني: “هذه ثلاجة الخمور، وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح”
نظرت إليه مندهشا قائلا: أليست أمريكا دولة علمانية.. لماذا تتدخل الدولة فى شيء مثل ذلك؟ فقال الرجل : ”الاحترام.. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح، وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم، حتى وإن لم تكن متدينا.. إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء”.
الاحترام.. الاحترام الاحترام … (الاحترام) ظلت هذه الكلمة تدور فى عقلى لأيام وأيام بعد هذه الليلة… فالخمر يشرب عند كثير من المذاهب المسيحية فى أمريكا.. ولكن المسألة مسألة احترام .. فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام .. وليس من الاحترام السكر فى معية ذلك الضيف.
أتمنى أن نحترم شهر القرأن. ونعرف ماذا نشاهد. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه، (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) .
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا واجعلنا من عتقاء النار،
مبارك عليكم الشهر رمضان كريم أعاده الله علينا وعليكم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.
برافو ✔️✔️✔️✔️✔️🌸🌸🌸🌸🌸🌸