عبارة “الهواء قَلَب” كثيرا ما نجدها في الممارسة السياسية بشكل عام وفي السودان بشكل خاص وهي ممكن أن تقال وتصبح واقعا في زمن قصير، التاريخ اسطره حافلة بمثل هذه العبارة، فالسجان يمكن الهواء (يقلب عليهو) فيصير مسجونا كما حدث للبشير ورموز عهده وكما حدث “للوجاجدة السلالكة” !، السياسة بالدارجي الفصيح :(الزول ما ياخد فيها راحتوا إلي الآخر) !، وما يرفع الكلفة!
لا ننكر أن هنالك فرحة عارمة أتت مقشرة للكيزان بعد الخامس والعشرين من أكتوبر ولازالت هذه الفرحة تنصب لها الحفلات هنا وهناك لسان حالهم يقول : ما زال الليل طفل يحبو وما باقي لي الكيزان إلا أن يختموا حفلاتهم: بيا حمامة مع السلامة!. رجوع المفصولين والأفراج عن غندور ومن معه ولسه (الحسابة قاعدة تحسب) ! كما قال عادل امام، افطارات حشدية وإعلامية هنا وهناك.
في السياسة القيام (بنمرة خمسة) مرات يضر، وربما يُحِدث مالا يحمد عقباه وربما يحدث بلع اللسان نتيجة السقوط أو الاصطدام، الهوشة والحماس الزائد لا ينفع في الممارسة السياسية، وجدي صالح مرة في مؤتمر صحفي وأمام الملأ (القحتاوي) قال: إن الكيزان يسعون لإرجاع مفصوليهم وجزم وأكد في كلمته أن لا رجوع لهم البته وحينها صفق له من صفق وهتف ضد الكيزان من هتف والزول ريشوا قام وانتفخ حماسا و(هاشَ) لم يتبق له إلا أن يقول : وينوا السوط !
أعتقد من الأرجح والتعقل أن يسير الكيزان بتقسيمة هادئة، يجب عليهم أولا إختيار قيادة تواكب المرحلة القادمة ويجب عليهم أن يزيلوا المسافة بين القيادة العليا والمستويات التحتية حتي ينفضوا الغبار الذي علق علي عضويتهم ومعرفة الحجم والعدد الحقيقى لا العدد الكمي (الخمي) الذي كانوا يفعلونه من قبل ، لأن المرحلة القادمة ربما تكون هنالك انتخابات ، عليهم أن يلملموا من كانوا في الرصيف الذين ذهبوا مغاضبين من لدن عهد حكم البشير حتي يومنا هذا وانزوا بعيدا وما أكثرهم.
لا ننكر أن هنالك خلافات نشبت في فترة البشير بين أهل البيت الواحد يجب عدم اجترارها مرة أخري و لابد من طي الصفحة القديمة وفتح صفحة جديدة ناصعة بيضاء من غير سوء تسر الناظرين وتغضب آخرين فيهم عدوان ، يجب علي الكيزان عمل تحالف إسلامي عريض يضم كل الاتجاهات الإسلامية والمجتمعية.
قال تعالي (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا) علي الكيزان التحسب والحذر من الأعداء خارجيا وداخليا وهم معروفين، هؤلاء إن لم يتخذ الكيزان الحذر منهم و(يتدرقوا) ربما يغيرون مهب الرياح وتتحول من نسمة فرح إلي هبباي تقتلع كل شييء تجده أمامها.
المرحلة الآن تحتاج إلى النظر بتروي والترقب الحصيف لمالات المستقبل ليس مرحلة العنتريات ولا القول الغير حقيقي ومذهب (شكارتا دلاكتا) كما فعل المتنبي وانشد قائلا: الليل والخيل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم ومات مقتولا بيد عبد مملوك وهو فاتك الأسدي ، إذن خذوا حذركم ثم خذوا حذركم، إني أنصحكم، وودالفادني زول نصيحة .