بقلم: أسامة مختار.. المذيع بإذاعة الصين الدولية- بكين
استيقظت على وقع خبر حزين نقلته الوسائط يحمل نعى الأستاذ المذيع والمخرج الكبير محمد طاهر بعد مسيرة عطاء امتدت لأكثر من نصف قرن من الزمان في مجال العمل الإذاعي والتلفزيوني عليه رحمة الله ورضوانه.
أذكر وفي إطار التواصل بين الأجيال الإذاعية اختارت إدارة المذيعين بالإذاعة منتصف التسعينيات عددا من المذيعين الشباب لقراءة النشرة الثنائية الرئيسية مع كبار المذيعين (نشرة الثالثة بعد الظهر) وقد تم وضعي في جدول المذيعين لهذه المهمة من قبل الأستاذين كمال محمد الطيب وعبدالرحمن أحمد لفترة من الزمان لقراءة نشرة الأخبار مع كبار المذيعين أمثال ضوالبيت وكمال الطيب والكتبي وإكرام الصادق ونجاة كبيدة وبقية العقد الفريد فكان نصيبي لفترة من الزمن قراءة الاخبار مع الأستاذ محمد طاهر وكنت استلم النشرة قبل وقت كاف من الزملاء المحررين وأوزعها حيث يقرأ خبرا وأنا الآخر وهكذا وأكون في الانتظار حسب تعليمات أساتذتنا.
وما أن تشير الساعة الي الثانية والنصف أى قبل نصف ساعة من موعد ذهابنا إلي الاستديو يدخل علينا الراحل محمد طاهر يكسوه الهدوء والمهابة وترتسم على وجهه ابتسامته الساحرة المعهودة، كان كثير الصمت قليل الكلام لكنني كنت استدرجه ببعض الأسئلة لاستفيد من خبرته ومعلوماته وذكرياته، حيث كنت أحب مجالسة هؤلاء المذيعين الكبار وأتحين حضورهم للإذاعة السودانية ومن بينهم استاذنا دكتور عمر الجزلي وحمدي بولاد أمد الله في عمريهما والراحل حمدي بدر الدين عليه رحمة الله وغيرهم، ومن خلال حديثي معهم ومجالستهم استفدت الكثير.
مرت السنوات والتقيت قبل أربع سنوات تقريبا بعد غيبة بالراحل محمد طاهر وتبادلنا الحديث والتقطت معه هذه الصورة من داخل مركز الأخبار في الإذاعة، رحم الله الفقيد واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وتعازينا لأسرته وزملائه وتلاميذه ، إنَّا لله وإنا إليه راجعون.