بالتأكيد أن كل الشعب السوداني وقياداته السياسية والمجتمعية بصموا بالعشرة علي التوافق الشامل دون إقصاء لجهة، وهذا إتجاه صحيح أعتقد جازما أن هذه القيمة وحدت الأمة السودانية، إلا فئة قليلة جدا تبكي علي ملك زال وتريد استرجاعه وهو ضرب من ضروب المستحيل وهي كلمة شاذة في الجملة السياسية التي كتبها المجمعون، هذا الإجماع مايميزه أنه سوداني خالص من عيار 24 بعيدا عن فولكر ومن معه وقد قطع عليهم الطريق وأرسل رسالة واضحة أننا لا نحتاج للغير لكي يحلوا قضيتنا .
التوافق الذي تم ورايناه وسمعناه وقراناه من عدة جهات يجب أن يكون كله في صيغة واحدة تستوعب كل الأراء التي خرجت بشكل توفيقي يرضي كافة الجهات، ولعلي اطلعت علي معظم المبادرات التي قدمت لا تختلف كثيرا بل يطغي عليها الاتفاق في كل البنود وإن اختلفت في الصياغة اللغوية لكن المعني واحد، آخرها ما تم التوقيع عليه من وثيقة الحفاظ علي السيادة الوطنية التي تمت بالأمس قي قاعة الصداقة بواسطة سياسيون ورموز مجتمع وعلماء وشيوخ دين .
حضرت معظم ما تم من فعاليات توقيع لحل الأزمة السودانية، في كل فعالية أرى نفس الشخصيات تتكرر، مثال لذلك معظم الذين وقعوا علي الوثيقة التوافقية التي خرجت من مركز الحوكمة لدراسات السلام والتحول وجامعة بحري وقع عليها نفس الشخصيات التي وقعت علي وثيقة قاعة الصداقة بالأمس، مسألة أثارت دهشتي، لماذا تشتيت الجهود؟، لماذا لا تتوحد كل هذه المبادرات في صيغة واحدة طالما كلها تحمل نفس الأهداف؟، لماذا لا تكون وثيقة واحدة تصل بصورة سهلة للمجلس السيادي وتقلل علي لجنة مالك عقار الجهد والاجتهاد الشديد؟، هذا عيب يجب أن يصحح.
كل الأمة السودانية الآن توحدت وقالت كلمتها وهي طرد فولكر ، هذا الرجل ومن معه لامكان له بيننا، توافق علي ذلك الكل إلا الفئة القاصية التي إن لم تلحق هذا الإجماع سوف يأكلها الذئب، علي الحكومة أن تأخذ هذا الإجماع علي الطرد مأخذ الجد و(لا تتاوق من فوق للحيطة تارة وتخفي راسها تارة أخرى) !، يحب أن تستفيد من هذه الفرصة العظيمة التي اعطتها لهم هذه الجموع وهذا الرأي الواحد وتستند عليها وتصدر اوامرها بطرد هذا الثعلب وإن لم تفعل سوف تفقد الشعرة التي بينها وبين الحكومة وتسقط ورقة التوت!.
ماجاء في الوثيقة التوافقية أعتقد أنه يمكن أن يكون حجر زاوية و(بيم مسلح) تبني عليه لبنات كل هذه المبادرات الوطنية لأنها حوت كل البنود ويمكن أن تستوعب الآخريات بكل سهولة ورضي، فيا هؤلاء لا تجعلوا التوافق كسوق (أم دفسوا) الكل يعرض والكل يسوق ولا يشتري إلا أناس يتكررون ويشترون نفس السلعة وهي نفس المقاسات ونفس الماركات ونفس الشكل لكنها تختلف في اللون، إن توحدتم في الهدف فعليكم التوحد في الشكل والإخراج الموحد والتمسك بالصيغة التي توحد كل أهل السودان في قبلة توافق واحدة ،طريق التوافق هو واحد وليس فيه (دريبات)!! ، (افتحوا اضنيكم كويس) فنحن قوم لا نسكت كتابة ولا نضع القلم إلا بعد أن نفارق هذه الدنيا .