نجلاء صالح تكتب: فتاوى الاستشهاد وإغتيال شيرين ابوعاقلة

للاسف وصل بنا الحال كمسلمين لاسوأ حال.. مجداً أضعناه بأيدينا، فهل العيب في زماننا أم فينا؟
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونشكو إلى الزمان بغير حق ولو نطق الزمان بنا هجانا
وماذا تُراه يقول الفاروق ـ رضي الله عنه ـ لو رأى أمة الإسلام اليوم، وما حل بها؟ لو أسمعوا عمر الفاروق نسبتهم وأخبروه الرزايا أنكر النسبا.

إننا نحن المسلمين مطالبون بتقديم الإسلام للعالم ودعوتهم للإيمان به.. لكن: ماذا يفيد العالم إذا قلنا له: إن دين الإسلام هو دين العدل والرحمة والرفق. وهم يرون أن بلاد المسلمين هي أشد البلاد ظلما وقهرا وقمعا للحريات ومصادرة للآراء.
لو ظللنا نصرخ في العالم: إن الإسلام دين الأخوة والمحبة والألفة والتكاتف والتعاضد والتناصر بين أهله، ثم هم يرون أهل الإسلام ودوله يحاصر بعضها بعضا، ويحارب بعضها بعضا، ويأكل قويها ضعيفها.

كيف تقنع العالم بأن هذا الدين هو دين الإنصاف، والعدالة في الحكم ونصرة المظلوم، ثم ترى هذا الكم الهائل من الافتراء والكذب والتضليل، والانحطاط والتخوين والاتهام بالباطل لا حول ولا قوه الابالله العلي العظيم.
ماذا يفيد البشر أن تكون المساجد ملآى بالمصلين، في وقت نجد فيه أنّ تعاملهم ومعاملاتهم تتنافى مع شعائر الدين، وأدنى مقومات الأخلاق، المسلم يجتهد ان يقوم الليل ويصوم النهار ويحافظ على الصلوات في أوقاتها في الجماعات، ثم إذا باع غش، وإذا تكلم كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
ماذا يفيد إذا كان ظاهر الإنسان الإسلام والالتزام ـ ولو كان حتى من أهل المساجد ـ ولكنه في تعاملاته غليظ يتعامل بقضايا الرشوة، والفساد، والغش التجاري وشراء الذمم. وسرقة المال العام، والمحسوبية والأنانية.

النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال للصحابة: [أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ فقالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إنّ المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة؛ بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه أُخِذَ من خطاياهم؛ فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار.

رغم الحزن العميق الذي هز العالم كله، صباح الأربعاء باستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، إثر إصابتها برصاص غدر قوات الاحتلال الإسرائيلي، خرج عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يحرمون الترحم على الصحفية شيرين أبو عاقلة كونها غير مسلمة، ما أثار جدلًا واسعاً بين دعوات تحريم الترحم على غير المسلم، واستنكار تلك الدعوات.

ألا تجوز الرحمة على من أفنت عمرها فى توثيق اقتحام المستوطنين الإسرائيليين لـ«المقدسات الإسلامية»؟ ألا تجوز الرحمة على من تنقل للعالم تدنيس «المسجد الأقصى»؟ أم أُقصيت الفتاوى عن معانى الرحمة؟ أفلا تعقلون؟ أفلا تتدبرون؟ أفلا تخشعون؟.

هناك مسلمين بدون اسلام يطلقون الفتاوى بدون وعى
إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ،  صدق الله العظيم.

لا يجوز لأحد أن يفتي بغير علم، لا رجل، ولا امرأة، ولا طالب علم، ولا غيره، يجب على المؤمن أن يتقي الله، وأن يخاف الله سبحانه، وألا يتكلم في الحلال والحرام إلا بعلم، قال الله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ.
الاسلام دين التسامح والمحبة والسلام والتعاون والبر والتقوى والخير والرحمة، دين العدل واليسر والإحسان، دين التكاتف والوحدة.
والحمد لله على نعمة الاسلام.

اسرائيلالقدسشيرين ابوعاقلةفتاوى الاستشهاد