السؤال أعلاه قاله البشير ذات مرة حين لقاء جماهيري، سخر منه من سخر وضحك من ضحك، جعلوه كذابا وصاروا هم أكثر الكاذبين قالوا إنه فاسد وصاروا أفسد الفاسدين، لا يدرون أن التاريخ يدون ولايرحم ولايدرون أنه كتاب سطر في صفحاته أنهم الفاشلون، البشير لم يكن فاشلا والحقيقة ماثلة أمامنا نراها رأي العين المجردة ونحسها ونعيشها واقعاً اليماً ومحزناً ومخزياً، دعونا نقارن مقارنة حصيفة وعادلة بين حكم البشير وبين من يحكمون الآن والذين سبقوهم ونقارن بين حالتنا سابقا وما نحن عليه الآن.
لم يكن في عهد البشير من يبيع وطنه بدولارت معدودات ويكونوا في أرضه وعشقه من الزاهدين ، عندما يعتقلون يوصفون بالابطال وبالوطنيين ، لم نر في عهد البشير من يتآمرون علي بلادهم وهم حكام، لم نر في عهده من يكتب خطابا لاستعمار حديث طال هذه البلاد علي مسمع ومرئي شركاءهم في الحكم ويسكتون ، لم نر أن فاتورة الوقود والكهرباء وتعريفة المواصلات يمكن أن تزيد اليوم وغدا تزيد بل يمكن أن تزيد بين ساعة وأخرى ولا نستغرب !!، إننا في عهد الضلال السياسي الذي حكامنا فيه يعمهون.
زمن الضلالة السياسي الذي خرج فيه فرعون غريب يقول بكل كبرياء وغطرسة: أنا حاكمكم الأعلي وليس هناك من يقيلني إلا الجهة التي أتت بي ، قالها جاهراً بها علي مسمع حكومة علي راسها من ملئت كتوفهم دبابيراً وجيوبهم العليا نياشيناً، تَجَبر هذا الفرعون ولا موسي يلجمه ويخرص لسانه ويرمي عصاه لتتلقف عصي سحرة هذا الفرعون ومن معه.
نحن في حيرة من أمرنا لا ثورة قامت أخذت قدسيتها وأصلحت ما أفسده الدهر بل أفسدت ما بناه وأصلحه آخرون، شعارات زائفة طفحت من بركة آسنة لكنها لم تفارق الحناجر التي هتفت بها ولم ينفذ فيها ولا قطمير حقيقي علي أرض الواقع، لا السلام الذي كنا ننشده تحقق برغم إتفاق جوبا الذي تم التوقيع عليه.. بل زاد الطين بله وصار القتل والحرق والتشريد في دارفور أكثر مما كان عليه في العهد السابق حتي نحن في الخرطوم لم نسلم من ذلك ولم تنم عيوننا نوم قرير العين هانيها بل أقضت مضاجعنا مايسمي “بتسعة طويلة” وما شاكلها من عصابات متفلتة، إذا سرت ليلا تتحسس جيبك أولا ومن ثم تنظر ذات اليمين وذات الشمال وربما تطلق رجليك للرياح ركضا حتي تصل منزلك !.
لا الحرية تحققت، السجون ظلت ملاي بسجناء الرأي الآخر ومكثوا فيها سنين عددا والذين يدخلون بتهم جنائية وعملاء يدخلون السجن ويخرجون كما تخرج الشعرة من العجين لا العدل الكامل تحقق ولا صوت الشعب وصل مرحلته التشريعية ولا جهاز أعلي تنفيذي أصيل بل مكلف.
أنا حصل كضبت عليكم ؟ سؤال لا يمكن أن يقوله حاكم الآن ولا الذين سبقوه لأنهم خجلي أن يقولوا هذه الكلمة ويسألون هذا السؤال، للأسف أصبحنا في دولة لا ندر إلي أين تتجه وإلى أين نسير، يذهب الفاشل وياتي الفاشل مرة أخري وربما يأتي مرة ثالثة وليس بغريب، ماالذي يحدث في البلاد؟ وكيف يتم ذلك؟ ولماذا ذلك؟ وما الحل؟ أسئلة تدور في خلد كل سوداني فهل من مجيب؟؟.