كان لقاء الزميل الطاهر حسن التوم مع الاستاذ علي كرتي على فضائية طيبة استثنائيا في ظرف استثنائي، وعلى عجالة يمكن استخلاص الآتي منه:
1/قدم الاستاذ علي كرتي نفسه بشكل ممتاز بما يشئ إلى أن هناك مركز قيادة سياسية جديد في البلاد، بالضرورة الالتفات اليه، والاستماع إلى ما عنده، ووضع وزنه في الحساب السياسي.
2/ حدد موقفا ذكيا من الجيش وقيادته، إذ لم يتبنى مواقف قيادة الجيش او ادائها السياسي بل انتقد هذا الأداء، ولكنه أكد تلاقيا استراتيجيا مع الجيش، ممتدا منذ الثمانينات ومفتوحا على المستقبل، وبالتالي وطدً خطوط التلاقي مع الجيش مع أمدية الأمن القومي.
3/ كان قدرا كبيرا من اللقاء موجها إلى داخل الحركة والمؤتمر الوطني، دافع عن المؤتمر الوطني ورفض قرار حله، وأكد ان المؤتمر الوطني هو من يقرر مصيره ويختار سبل تطوره، ولكنه قدر على المستوى الابعد ان المؤتمر الوطني ليس العنوان المناسب للعمل السياسي الوطني والإسلامي في المستقبل، أو هذا ما فهمته.
4/قدم منطقا متماسكا لسلوك الحركة والمؤتمر الوطني إبان حكم القحاطة، ولماذا التزم المقاومة السلمية، واصطبر على ما أصابه، ولم يواجه 11 أبريل بمقاومة عنيفة، ومنطقه هو ليبقى السودان، وليتجنب مصير دول مثل ليبيا واليمن وسوريا، وحتى لا نفقد الوطن الذي نصطرع عليه، ويبدو هذا منطقا حكيما اعتقد انه سيجد قبولا شعبيا.
5/ارسل رسائل أجابت على أسئلة حول العلاقات داخل كياني الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وخاصة اشادته القوية بمقالة غندور حول المعارضة المساندة.
6/تجنب الرد على ما صدر بحقه من قادة المؤتمر الشعبي في رسالة أمل وليست رسالة تجاهل في نظري باعتبار ان الرد يؤجج الصراع ويغلق طريق العودة للتصالح والتآزر.
7/قدم نقدا لتجربة الإنقاذ في عامها الاخير. وكنت اظن ان العام الاخير ليس أكثر من عام الاحتضار ولكن التجربة تحتاج إلى التوسع في النقد والمراجعة، وعلى كل هو أشار إلى أن نقدا واسعا قد حدث وسيصدر في كتاب للكافة.
8/نعى بكل ثقة التدخل الأجنبي، وأكد على فشله في حل مشاكل السودان، وأبدى قدرا من التفاؤل في إمكانية السودانيين تجاوز مشاكلهم.