ياسر الفادني يكتب «من أعلى المنصة»: غودفري لا مرحبا

لا زالت أمريكا في غيها القديم تجاه السودان، دخل البشير معها معركة حامية الوطيس حتي وصلت درجة أن البشير وضعها تحت جزمته حينما قال ذلك، وظلت تلوح وتنفذ عقوبات تجاه البشير وهي بالواضح تجاه الشعب السوداني لأن المتضرر ليس البشير ولكن هذا الشعب المسكين.

عندما تقلد حمدوك مقاليد الحكم في البلاد أظهر هذا الرجل فروض الولاء والطاعة وقدم صكوك الغفران لهم وهي الدولارات التي أخذها من أموال هذا الشعب في قضية خاسرة ولانعرف أين ذهبت هذه الأموال الضخمة حتي الآن؟، برغم ذلك أمريكا (ادتوا ضهرا) ولم تعره إهتماما حتي عندما زارها كانت له زيارة صفرية لم يستفيد منها الشعب السوداني ولم يتدفق القمح الامريكي لهذه البلاد.

حتي الآن مياه أمريكا لم نعرف أين تجري؟ هي راكدة لا زالت في بركة آسنة ترسل رياح عفنها كل مرة عندما يلقي عليها الأمريكان حجرا فوقها، حاولت إعادة حمدوك مرة أخري لكنه إستقال وذهب، أظهرت العداء للجنرالات الذين تربعوا علي عرش الحكم بعد الخامس والعشرين من أكتوبر من العام المنصرم ، وعندما زار نائب رئيس المجلس السيادي روسيا طار جنها وزادت المسافة بينهما ولا زالت أمريكا هي.. هي بل أكثر غلظة وتجبرا مما كانت عليه في عهد البشير.

جون غودفري الذي عينته أمريكا ليكون سفيرا لها بالسودان قال في تصريح له: العقوبات هي أداة مهمة بحوزتتا وقبل أن اوصي بعقوبات محتملة اريد أن أدرس وطاتها علي تصرفات قادة الجيش وعلي مواردهم المالية وتأثيرها علي الاقتصاد السوداني أي أنه بالواضح كدا (مبيت النية السيئة).

مصيبتنا في هذه البلاد الأجانب الذين يعتقدون بأنهم يصنعون المشهد السياسي ويشكلون طينته كما يريدون كأن أهل السودان (هبنقات) في الممارسة السياسية ، ومصيبتنا الكبري أن بني جلدتنا يقودون ذلك ويفبركون التقارير الكاذبة ويصرون علي هذه الدول أن تفرض عقوبات ضد السودان وقد أعترف بعضهم بذلك ولم ينكروا هذا الفعل المشين والعمالة الظاهرة بل يفتخرون بها.

جون غودفري يبدو أنه بتصريحه هذا بدأ بداية خاطئة لأنه سوف يضع عدسه مجهره تجاه الجيش السوداني فقط ويركز في ذلك وربما يقود فرض عقوبات لشركات الجيش السوداني وبعض قياداته كما فرضت بالأمس القريب عقوبات علي شركة الرواد للتطوير العقاري وعلي مديرها ، إذن إن كان هذا هو السفير الجديد وإن كانت هذه تصريحاته فيجب إلا يدخل هذه البلاد لأن دخوله إلي السودان غير مفيد ولا خير فيه.

يجب علي الحكومة أن تفطن لذلك وترتب نفسها لخطر جديد قادم غير فولكر ومن معه وهو غودفري ويجب أن يصرف لهم البرهان هذا البركاوي شعرا : قل للحمير وإن طالت معالفها.. لن تسبق الخيل في ركض الميادين .

البرهانالبشيرالسودانفولكر