اتقوا الله، الوضع لم يعد محتملا.. مع ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط إلى ما يزيد عن 37 درجة مئوية يعاني السودانً للتغلب على الحر في ظل أزمة انقطاع الكهرباء التي لا تتوفر إلا عدة ساعات فقط يوميا، وبالتالي لا يتسنى كثيرا تشغيل المراوح وأجهزة التكييف.
تنطلق هنا وهناك صرخات واستغاثة اطفال حديثي الولادة وصغار السن لم يستطيعوا ان يتحملوا سخانة الجو، اضافة لذلك انتشار الحشرات والباعوض وبالتالي انتشار الامراض.
ومن التداعيات الخطيرة لانقطاع التيار الكهربائي على عمل المؤسسات والمشافي الصحية وما يترتب عليه من تعريض حياة عشرات آلاف المرضى لخطر الموت.
“من أكثر الأقسام تضرراَ هي الأقسام التي تعمل في مجملها على أجهزة كالغسيل الكلوي والعناية المركزة والحضانات، بعض التأثيرات تكون شديدة جدا، قد تصل الى التسبب بحالات وفاة، في حال انقطاع التيار الكهربائي عن العناية المركزة مثلا تعمل على الأجهزة، لأن الطاقم لا يستطيع ان يؤدي عمله يدويا ما قد يتسبب بوفاة بعض المرضى”.
كما يعاني كبار السن والمرضى بشدة لمواجهة مشكلة الحر الشديد، وتضررت بعض الأسر التي لديها الأطفال المصابين بالربو والحساسية اضافة الى كبار السن والعجزة، وجميع الاسر تعاني من انقطاع التيار الكهربائي في ظلمة الليل وانتشار الباعوض والحشرات.
ومن الناس من استيقظ من نومه على سكون لم يألفه، لا صوت من حوله الظلام يخيم على الأجواء، أولاده يزفون له نبأ احتراق الثلاجة بسبب انقطاع التيار الكهربائى واخر يسمع صراخ اطفال بسبب الحر الشديد، واخر يقف لاحول له ولاقوة لان والده او والدته او احد اقاربه لم يستطع التنفس بسبب اغلاق تشغيل جهاز التنفس، شعور بالحسره والالم والغضب والكبت.
النساء يهونن على اطفالهم حديثي الولاده بالكراس من اجل اجتذاب نسمه الهواء لهم، واخريات حزينات على اتلاف الاطعمه داخل الثلاجات المعطله بسبب عدم الكهرباء في ظل الظرف المعيشي الصعب، تلفونات وادوات وكمبيوترات معطله، حسبنا الله ونعم الوكيل.
من حق اي مواطن ان يعيش حياه كريمه، من حق اي مواطن ان تتوفر له الخدمات الاساسيه بوطنه، من حق اي مًواطن ان توفر له الدولة ادني مقومات الحياة البسيطة، لكن للاسف اصبح في دولنا تعذيب المواطن هي الغايه والهدف والاستمتاع.
“كلّكمْ رَاعٍ ومَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَام رَاعٍ وهو مَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجل في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَة في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِم في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ”.
ما من إنسان إلا قد وُكِل إليه أمر يدبّره ويرعاه، فكلنا راعٍ، وكلنا مطالبٌ بالإحسان فيما استرعاه، ومسئولٌ عنه أمام من لا تخفى عليه خافية، خافوا الله.