لبنى خيري تكتب: في ذكرى وفاته.. هل قتل قرنق؟

في الممنوع
لبنى خيري

في ذكرى وفاته.. هل قتل قرنق؟
بعد ستة عشر عاما علي رحيله يظل السؤال قائما: هل قتل قرنق وان حدث ذلك من القانل؟
فقد كانت كارثة وفاة جون قرنق دي مبيور في الثلاتين من يونيو 2005 تمثل علامة فارقة في تاريخ السودان وربما ما زاد من تلك الشكوك التصريحات الكثيفة التي بات يطلقها عن انه مع وحدة السودان، فهل كانت هذه العبارة سبب موت الرجل؟

فبعد توقيع اتفاق السلام وقبل عودة قرنق بأيام للخرطوم ليتبوأ منصب النائب الاول للرئيس بعد حرب ضروس مع الحكومة، تنبأ احد الاسلاميين وقتها في حوار اجريته معه لصحيفة “اخبار اليوم” وهو الشيخ سليمان طه بفرضية اغتيال قرنق وقال لي ان اطرافاً ما ستفعل وربما تحاول توريط الحكومة التي ليس من مصلحتها قتل الرجل لان الاتفاق تم برعاية دولية وبشهادة كل العالم.

وربما يعضد هذا الحديث ان رحلة قرنق لأوغندا لم تكن بعلم الحكومة السودانية رغم انها ظلت لسنوات طوال العدو الاول للحركة الشعبية.

وبعد وفاة جون قرنق بتحطم مروحيته وهو عائد من اوغندا الي الجنوب وبعد نشر شائعة اغتياله علي يد الحكومة والفتنة التي اشتعلت باحداث الاثنين والثلاثاء بين ابناء الجنوب الغاضبين والشماليين وضح ان هناك جهات تحرك اللعبة.

وربيكا قرنق تحاول التهدئة في اتصالي معها من نيوسايد بعد ثلاثة ايام من الحادثة ان قرنق لم يقتل لتعود وتصرح بعد عام ان قرنق قد قتل.

اذن هل قتل قرنق؟ والرجل قادم من اجتماع حضره عدد كبير من سفراء الدول الغربية في مزرعة موسفيني وماذا دار في هذا الاجتماع ولماذا تحطمت طائرة موسفيني والتي كان هو علي متنها في نفس اليوم لحضور مناسبة زواج.

فالاتهامات التي تبودلت بين الخرطوم وكمبالا وقتها وتصريحات ربيكا ثم مناقضتها لها بعد عام تشير الي انه ربما في موت قرنق قصة خفية لم تظهر بعد، فمع عدم وجود تسجيلات داخل الصندوق الاسود بعد الحادثة والحديث عن ان ايدي ربما عبثت بالطائرة بعد سقوطها يشير الي تلك الفرضية.

فتصريحات قرنق بانه وحدوي ضد مصلحة كثيرين سواء داخل الحركة الشعبية كثيرة الخلافات والتي ظلت تمارس فيها تصفيات الخصوم علي مر السنوات، او بالنسبة لاوغندا التي يمثل السلام بعبعا لها لان ذلك يعني تمدد جيش الرب وذهاب قرنق للخرطوم يعني فقدان الحليف الاهم الداعم لحرب موسفيني ضد جيش الرب.

لاعب اخر مهم جدا وهو الغرب وامريكا ممثلا في كل من حضر الاجتماع من سفراء تلك الدول والذين من مصلحتهم فصل جنوب السودان للسيطرة علي النفط لان الوحدة تعني ان يفقد هؤلاء والذين ظل بعضهم داعما للحرب رافضا لاتفاق نيفاشا يفقدوا منابع الثروة التي توفرها لهم الحرب ثم الانفصال.

وكما اسلفت فات اتهامات قد طالت اطراف داخل الحركة نفسها لانها تسعي لانفصال الجنوب بدعم اجندة خارجية وان مرحلة جون قرنق قد انتهت بما انه قد دعم الوحدة.

يبقي هذا الملف مفتوحا رغم ان لجان التحقيق اهتمت اكثر بفنيات الطائرة دون الغوص في احتمالية مقتل معشوق المسحوقين ليس في الجنوب وحده بل في اطراف الخرطوم والذين كانوا يعتبرونه المنقذ،
فهل اغتيل جون قرنق دي مبيور؟

السوداناوغنداجون قرنقفي الممنوعلبنى خيري