بدأت الآلية الثلاثية الحوار بالأمس مع جهات عدة منها الحكومة وتم التركيز علي العسكر وجهات سياسية كثيرة لها وزن في الساحة السياسية وغابت الأحزاب التي كانت تتسيد زمام الحكم المدني من قبل وتم إزاحتها، غابت بدون أسباب مقنعة لا للالية ولا للحكومة ولا حتي للقارئ والمحلل السياسي.
شكل الحوار يبدو أنه اختلف من المرات السابقة، استفادت الآلية الثلاثية من العثرات التي قابلتها من قبل وطريقة حوار الطرشان، وبدلت منهج غلاء المهور إلى طريقة العرس بالفاتحة!! ولعله بدا رأيها يتغير بأن الأربعة الغائبين لا يمثلون السواد الأعظم للشعب السوداني كما كانوا يسوقونه هؤلاء لهم وإن لم يأتوا سوف يتم تجاوزهم بكل سهولة ويسر وليس لهم تأثير كبير ،أما الحكومة انخرطت في هذا الحوار بجدية لتكسب الرهان وتبرز جديتها في الوصول إلى توافق شامل وتقلل من حدة الضغط الدولي عليها.
الإسلاميون ليسوا مشاركون في هذا الحوار برغم أن الآلية استمعت لبعض قياداتهم سرا وأخذت رؤيتهم لكنهم ليسوا حريصون في المشاركة حتي ولو دعوا لها، هؤلاء لهم رؤيتهم في هذا الحوار وهم يخططون لرؤية مستقبلية يحكمون بطريقة أو بأخرى بعد إنتهاء الفترة الانتقالية لا اعتقد.الآن إن شاركوا يلقون رفضا شعبيا، الاسلاميون يعتبرون في الميزان السياسي هم من أكثر الاحزاب ترتيبا وتنظيما بلاشك لهم شعبية كبيرة وعضوية لاتتمتع بها أي جهة سياسية أخري.
الحوار سوف يستمر حتي مساء الأحد القادم وأعتقد بأنه الفيصل لإدارة الانتقال في الفترة القادمة وسوف يتغير منهج الآلية السابق بحيث يصبحون هم مسهلين لطريقة حوار سوداني سوداني تحدد فيه طريقة الحكم، السلام، القضاء، التمثيل الشعبي، الدستور، إلخ وهذا بالطبع كله سوف يكون بعصف سوداني خالص.
الذين غابوا من المشاركة في الحوار أعتقد أن ما ساقوه من أسباب غير مبرر وهي أسباب واهية ليس فيها تعقل وبنيت علي عاطفة هوجاء لاغير، و(يتجرجرون) لمزيد من (التحنيس) لكن في نظري سوف يعودون للحوار، هؤلاء لا يجيدون السياسة ولا اللعب بها بالعكس لو انخرطوا في حوار الأمس لتم التسليط الإعلامي والتركيز عليهم لكنهم لا يفقهون فتيلا، حتما سيرجعون وما يفعلونه يذكرني بالذي(ياباها مملحة ويجي يأكلها قروض) !.
إن لم ينخرط الأربعة في هذا الحوار سوف تفرض عليهم عزلة دولية ويكونوا في عداد المنسيين لان الحرية والتغيير كتلة قامت بروز وظهرت حين غفلة من الزمان، حتما سيرجعون وحتما سينخرطون والأيام القادمة سوف تكشف ذلك وسوف يغرقون في الحوار (لي شوشتم) والموية بتكضب الغطاس لكنهم سوف يكونوا تمومة جرتق ليس إلا.