الإستهبال السياسي عكسه تماما الصدق السياسي، الثاني نفتقده تماما في هذه البلاد وصار ضرب من ضروب المستحيل ، كأنك تبحث عن إبرة صغيرة في كوم قش كبير، أما الأول تطور في خلال ثلاث سنوات من استهبال سياسي واضح إلي هبل عجيب ! ثم تحور إلي مرحلة (العَوَارة) ! ، (الدم التقيل) ، (التناخة) (الدغالة)(الوكادة)، وبالعربية الفصحي(اغم القفا) ! هي صفات للأسف الشديد تَخَلَّق بها السياسيون في بلادي لم يتبق إلا مرحلة (الرِيَالة) وحتما سوف تأتي!
أنا أستغرب والله !! حزب كبير بدلا أن يكون هو الرأس يصبح (تِرِلَة) ! ويضحك الفراجة فيه ويغنون له : (كدا كدا ياالترلة.. قاطرا قندراني)!، وأي قندراني؟ قندراني طافي لمبات وعادمو مدخن وصوته عالي ويمشي الهويني تعبا ، بالمناسبة هذا المنحي وهذا المذهب كان ديدن الإمام الذي رحل وهو ليس أمر جديد في مسيرة هذا الحزب، حزب الأمة وصل مرحلة من الإستهبال السياسي بأن (يخت عودوا) مع كل الحكومات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وكان(خاتي كراع) في حكومة البشير !
لا شرعية لا تفاوض لا شراكة لاءات هي إسم جديد لعرض مسرحية جديدة في مسرح الإستهبال السياسي، فيها التهريج والخروج من النص والصوت المبحوح الذي تسمعه لكن من الصعب فهمه وفيها غش المتفرج، ماتبقي من كتلة الحرية التغيير التي يعلوا صوتها ولا نري لها طحينا تظن نفسها كذبا أنها تمثل الشعب وللأسف يتحدثون بثقة في ذلك كأن صناديق الاقتراع قد بصمت عليهم بالعشرة بأن الشعب السوداني اختارهم ، يتحدثون بثقة زائدة أنهم يريدون العودة للمسار الديمقراطي الذي كانوا فيه كذبا، أي ديمقراطية فعلتموها يا هؤلاء؟ تهميش الغير والإقصاء وتكبيل الرأي الآخر من غير طينتكم ومن طينتكم !! وفساد في الأرض وفشل هل هذه هي الديمقراطية ام هذا هو الهبل السياسي؟.
إبتكرتم مفردات سيئة في القاموس المحيط للممارسة السياسية في هذه البلاد وهي السواقة خلاءا ، والعمالة الجهرية، نعرفها في كل دول العالم أنها سرية إلا في السودان، ابتكرتم مفردة لعبة(اللبودة) في غرف السفارات!، ابتكرتم طريقة (الطرة والكتابة) طرة سودانين وعندما تجوط تنقلب كتابة اجنبية وتهربون إلي بلد من كتبكم !.
للأسف الشديد الذين يحكمون لا يدرون ماالمعني الحقيقي للديمقراطية عبثا يظنونها هي الشرعية الثورية ومرات يقولون: نفعل كدا بأمر الثورة وتوقيت الثورة وهم قلة يهتفون! ومنهم من يعتقد أنها هي الشمولية وسيطرة الحزب الواحد ومنهم من ينصبون أنفسهم هم صوت الأغلبية كذبا كما تفعل قوي الحرية والتغيير الجناح المركزي الآن، أي تمثيل للاغلبية وهم في أنفسهم مختلفون؟
الديمقراطية التي نعرفها هي التي تأتي عبر الإنتخابات الحرة النزيهة الشفافة التي لا تشوبها شائبة والذي يأتي من خلالها هو الذي يمكن أن يتحدث بملء فيه أنه يمثل الشعب وأتى به الشعب ويستحق أن يصفق له لأنه نال ثقة الأغلبية أما غير ذلك هي نوع من الإستهبال السياسي بعينه والعوارة السياسية وليست ديمقراطية.
نحن في وطن كثر فيه الإستهبال السياسي وكثر فيه (الهُبَلاء) والعُوَرَاء، كذب من قال: إن السفراء وفولكر ومن معه لا يهمسون سرا بذلك فيما بينهم، أخشى ما أخشاه أن يحدث إحتلال حديث من إرادة المستهبلين الدولية بأن هذه البلاد سياسيوها مستهبلين أولى لنا أن نمرح فيها ونكمل مالم نكمله من استهبال فيها ! و(بت الكلب ياالشعيرية) شعارهم باللغة الإنجليزية ترجمتها لكم إلي العربية!.