من المحزن جدا أن تطلب الحرية والتغيير الجناح المركزي من سفارة السعودية توسطها للقاء المكون العسكري، وأشد مايحزن أن يتم هذا اللقاء ويصدر تصريح من الحرية والتغير الجناح المركزي ولا يصدر تصريح رسمي من المكون العسكري مصدقا أو مكذبا مع التوضيح، هذا ما صرح به بعض قيادات قوى الحراك الوطني بالأمس في مؤتمرهم الصحفي.
قوى الحراك الوطني هي واحدة من المكونات المهمة في المشهد السياسي وهي كانت حاضرة في الحوار التقني للالية الثلاثية الذي قصد منه عمل إجراءات وخارطة طريق لكيف يكون الحوار، بالأمس وضعوا النقاط فوق الحروف وتحدثوا عن الراهن السياسي المأزوم وكيف الخروج منه لعل حديثهم أعجبني واتمني أن يسمع ويجد آذانا صاغية.
التصريحات التي أطلقها بعض قيادات “قحت” والتي تعد ضرب من المستحيل وهي التي تصب في الإبعاد الكامل للقوات المسلحة من إدارة دولاب العمل السياسي في البلاد، هذا لعمري يشبه الذي يريد أن يهدم جبلا بمسمار صغير!، وهي مغامرة تذكرني بقصة السكران! الذي وقف بين قضيبي السكة حديد وعندما رأي القطار جاريا عليه قال: (هلا هلا حديد يلاقي حديد)!.
“قحت” لا تقرأ التاريخ جيدا ولا تعيه، هنالك أسئلة يجب أن يجيبوا عليها لماذا أحتموا بالعساكر ضد البشير في معقلهم القيادة العامة؟ ولماذا قبل تعيين حكومة حمدوك دشنوا مصانع ثلج كثيرة لهم، الشاهد علي ذلك حميدتي صار لهم بطلا ومنقذا آنذاك حتي علقت صورته علي كبري السكة حديد وفيها عبارات مدح واطراء، لماذا تم التوقيع مع العسكر لإدارة الفترة الإنتقالية بموجب الوثيقة الدستورية التي أصبحت الآن (كتبروقة الدخان) التي تاكلت كلها؟ تصريحات بعض قيادات الحرية والتغيير التي ظهرت بكثرة في الصحف السيارة مدحا وتصفيقا لهم آنذاك ماذا نسميها؟ إن نسوا ذلك فنحن لاننسي والتاريخ لاينسي.
يقولون ويصرحون علي أن إدارة الفترة الإنتقالية لابد أن تكون مدنية خالصة نعم مدنية لكن تحميها القوات المسلحة، تكون من من؟ إن ظن الذين ذهبوا هم شعب الله المختار في أرض السودان فهذه فرية كبيرة، إن كانوا يحسبون أنهم هم المدنيون الذين يحكمون الفترة الإنتقالية فقط بعد إقصاء الجيش كما يقولون فهم الواهمون وهم الداقسون، من هم ؟ وماهي شرعيتهم؟ ومن فوضهم ؟، هؤلاء يتوهمون أنهم جاءوا من صلب هذا الشعب والشعب خولهم لحكمه كذبا والشعب بريء منهم براءة الذئب من دم إبن يعقوب، أنا أستغرب جدا لانهم يكذبون الكذبة ويصدقونها ويجرون عليها.
إبعاد الجيش عن السلطة في ظرف الحكم الإنتقالي يعني الفوضي ويعني صناعة لدكتاتورية مدنية فيها الظلم والتشفي والسجن لمن تمنع ، الشاهد علي ذلك الحقبة السابقة التي كانوا يتسيدونها، إبعاد الجيش عن الحكم الإنتقالي يعني أن منهج حزبي وحزبك وصاحبي وصحبك وفردتي وفردتك ويا (مكنة) يكون هو القيادة !! إقصاء القوات المسلحة عن الحكم الإنتقالي تعني شيطنتها ومن ثم تفكيكها وذبح قيادتها بسكين ميتة، ويعني إنتشار الفوضي وظهور مشهد غاب (أب شنب ولعب أب ضنب) !
الرأي الذي ظلت تطرحه الحرية والتغيير ليس هو رأي السواد الأعظم من الشعب السوداني بالعكس الشعب السوداني يقف مع جيشه ولا يقف مع قحت، الشعب السوداني جرب هؤلاء وفشلوا وسوف لايسمح لهم مرة أخري بأن يسوقوه (بالدقداق انصاص الليالي) ، الشعب السوداني صار الآن لايثق في الذين يحجون كل مرة إلي حرم السفارات ويأخذون التعليمات وينفذونها بالحرف والواحد ويرفعون التمام.
القوات المسلحة لن تلدغ من جحرها مرتين، الجيش وعي الدرس الأول تماما وذاكره ولا يريد أن يدخل في حضور الدرس الثاني وهو شراكة مع هؤلاء مرة أخري، الجيش يريد شراكة مع كل السودانين في الحكم وهو الذي يحمي هذه الشراكة إلي أن يأتي موعد الإنتخابات وينال الشعب حقه في الانتقال الديمقراطي السلس، فيا هؤلاء بخور التيمان الذي تطلقونه من مباخركم لايطرد الجيش وبل يرتد إليكم إن اكثرتم فيه وربما يسبب لكم الاختناق.. إني لكم لمن الناصحين.