لم يعد الاعلام والمادة الاعلامية بتلك البساطة التقليدية التي اعتاد عليها الناس وقد تطورت الاساليب الاعلامية وتعددت اغراضها ولم يعد الغرض منها المعلومة الصحيحة فقط وبث الوعي بين المجتمع! وانما اصبح الاعلام بل كان منذ القديم اداة للتأثير والسيطرة عبر سطوة الكلمة وقدرتها علي التغيير وماتختزنه من سلطة في احتكار العلم والمعرفة! وقد كانت المعرفة ومازالت احد القدرات التي يتم الاستعانة بها في التأثير علي الشعوب منذ احتكارها من قبل رجال الدين ” الاكليروس” والكهنة الذين اتخذوا سلطة تفسير الدين والعلوم واكتسبو عبر ذلك سلطة وقوة وامتازو بها علي غيرهم من بقية افراد االشعب!
يرى الخبراء ان هذا الدور مايزال قائما حتي بعد عصور التنوير التي حررت عقول الناس فما يزال هنالك اكليروس جديدا! نفس المهام والاغراض الا انه بشكل جديد ولباس عصري وهم في الغالب صحف ووسائط اعلامية وقائمين عليها! بحيث اخذ يقوم بذلك الدور القديم الان بعض الصحف والصحفيين الذين يهدفون الي مزيد من الدعاية والاثارة من خلال عناوين براقة لا تهدف الا الي لفت الانظار والتأثير علي المتلقي بقصد الهامه مفهوما جديدا ورؤية مغايرة لماهو سائد ومعروف او تمرير معلومة محددة للتأثير علي القرار سواء في السياسة او الانتخاب او الوقوف مع ودعم قرارات محددة تريد القوة المسيطرة تمريرها!
يعتبر هذا نهج مقصود يهدف للتاثير الاعلامي الممنهج وتركيز معلومة مغلوطة مراد الطرق عليها من خلال ابرازها في العناوين دون ان تكون موجودة في متن النص داخل الصفحة او احيانا كتابة النص فقط من اجل تكريس ما تم ايراده في العناوين دون ان يكون مستندا علي حقيقة وواقعية بقدر ماهو مقصود في ذاته من اجل الطرق وزيادته للابقاء عليه في الوعي الجمعي والراي العام الذي سوف ينحاز تماما عند اتخاذ اي قرار الي ماتم توجيهه اليه بصورة ناعمة دون اي ضغط او شعور بالاستغفال!فقط من خلال التأثير الاعلامي وهندسة التحكم التي باتت علم قائم بذاته يتم تحديثه وفق احدث نظريات علم النفس والدراسات الانسانية للتأثير علي الشعوب!
وذلك يندرج بلا شك تحت اساليب الدعاية الاعلامية قديما وحديثا بغض النظر عن حقيقة المعلومة من عدمها؛ وانما يكون لغرض وهدف محدد سلفا وفق الاجندة والمصالح الخاصة بالارادات المحددة المسيطرة علي القرار من خلال الطرق علي مفاهيم محددة مقصودة بعناية فائقة لانجاز التغيير المراد في الراي العام وفق الاهداف الموضوعة من قبل الجهات ذات الصلة بذلك وهو باب واسع ضمن ادوات التأثير المتحكم فيه بغرض الوصول لاهداف محددة وقرارات معينة او من اجل الدعم والمساندة لرؤية معينة حيث يتم من خلالها عبر الكلمة والعناوين اعادة انتاج المعرفة بصورة اكثر تحكما وتوجيها باستخدام هذه الاساليب الاعلامية المدروسة التي اصبحت تتطور كل يوم في عالم يسعى الي التحكم والانفراد بالقرار والسيطرة علي الشعوب ومقدراتها ومواردها المتاحة!
ان هذه الاساليب التي تتخذها كثير من الجهات تعتبر احد اساليب التضليل الاعلامي وعدم النزاهة المهنية التي لا تهدف الي بث الوعي وامتلاك المعلومة الحقيقية بقدر ما تهدف الي التأثير من خلال التضليل وتغبيش الرؤية وارباك الرأي العام لاغراض خاصة يراد دفعه اليها بصورة ممنهجة ومقصودة يتم الاستعانة فيها بكل ادوات التاثير الاعلامي من دعاية ومعلومات مغلوطة وتدليس بصورة اثر مكرا ومختالة بحيث تنطوي علي كثيرين وتعمل علي تضليلهم عن رؤية الحقيقة الموضوعية او تعمل علي انقسام المجتمع والرأي العام تجاه قضاياه الوطنية وهمومه واولوياته الملحة!؟