الضمير هو مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي تسيطر أو تتحكم في أعمال الشخص وأفكاره، وهو يشمل الإحساس الداخلي بكل ما هو صحيح أو خاطئ في سلوك الشخص أو دوافعه، وهو ما يدفعه للقيام بالعمل الصحيح وهو إحساس أخلاقي داخلي عند الإنسان، تُبنى عليه تصرفاته ويحدد الضمير درجة نزاهة وأمانة الإنسان، وشعوره بالسلام الداخلي نتيجة نقاء ضميره.
ويرى علماء النفس في الضمير الإنساني أنه جهاز نفسي داخل الإنسان يتأثر بتقييم الفرد لنفسه أو تقييم الآخرين له ويكون هذا التقييم للشخصية كلها، ولذلك نجد أن الإسلام يرى الضمير شاهداً على الإنسان وحارساً أمنياً يفرز له خير الأعمال وشرّها، ويحاول التسلل إلى أعماقه عن طريق الوعي الإيماني والوازع الديني. قال الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ).
الضمير هو ذلك القلب النابض الذي يمد صاحبه بالإحساس ومراعاة شعور الآخرين والعمل على حفظ دمائهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم، وهو عنوان سعادة الإنسان في حياته لأنه يمده بالراحة والاطمئنان وسلامة الصدر.
لكن اين هذا الضمير الان؟ للاسف لقد مات الضمير واصبحنا نعيش بغابه كبيرة من الوحوش المرتدين ثياب البشرية،، قتل وذبح وانتحار ، ومات الضمير وكذب ونفاق وخيانه، ومات الضمير وحاله من الفوضي والرياء وازياء فاضحه وعراه، ومات الضمير حسد وحقد وكراهيه، ومات الضمير انتهاك لحرمه الانسان وانتهاك لحقوقه انتشار الظلم والاستبداد، ومات الضمير السرقه والنهب والسطو والكذب وهناك فتاوى لا علاقه لها بالدين، حقا قد مات الضمير.
وكم من اخٍ بيننا قد باع اخوته؟ وكم من صديق خان صداقتنا، وما حدث ذلك الا بعد موت الضمير، مات الضمير حينما يأتي إليك مريضا يشكو إليك من آلامه وأوجاعه فسرعان ماتقوم بخداعه لسرقة احدى كليتيه وشراءها بثمن بخس، مات الضمير عندما تتعدى على أموال اليتامى وتنتهك حقوقهم الشرعية في الميراث، مات الضمير حينما تاكلون اموال وميراث الناس.
مات الضمير فاصبح الحلال حرام والحرام حلال إذا مات القلب ذهبت الرحمة وإذا مات العقل ذهبت الحكمة، اما إذا مات الضمير ذهب كل شيء. انتشر الفساد في الارض، حسبنا الله ونعم الوكيل،
إنّ ما يعانيه العالم اليوم من تدهور في الأخلاق وانكباب على الرذائل وانتشار الإجرام هو بسبب غفلة الإنسان عن خالقه وعن استحضار عظمته التي تجعل في القلب رهبة،
نسال الله سبحانه وتعالى ان يرضى عنا جميعا ويهدي القوم الى صراط مستقيم.