بقلم: ابوالقاسم عمر
تقارير ومصادر اعلامية كشفت عن مساعي رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير لحشد الدعم من أجل حل الازمة السودانية ومعالجتها، وذلك تماشيا ايضا مع رؤية الحبهة الثورية واقتراحها بتكوين لجنة لاسناد الحوار من دول الجوار وذلك بعد ان اتضح جلياً ان اهتزازا كبيرا في مصداقية الثلاثية زلزل بقية الثقة المتوفرة مابينها وبين التيارات السودانية واثار غيوما من الشك فيما بين المكونات السودانية بما جعل الجميع يفكر في البدايل خشية انهيار عملية الحوار، خاصة بعد بيان ممثل الاتحاد الافريقي بالخرطوم الذي اتهم فيه الآلية الثلاثية وما يجري فيها من مفاوضات بعدم الشفافية والاقصاء والتمويه والخداع.
وربما تساءل احدهم ، ما الذي يمكن ان ينجح فيه الجنوب بعد فشل الثلاثية او اوشكت؟ الا انهم ينسون ان الجنوب له من الخبرة والتجربة بالمكونات السودانية اكثر مما لدى اي دولة اخرى لانه كان جزءا منها ومن السودان الكبير فهو الاقدر علي فهم تعقيدات الساحة السياسية من اي جهة اجنبية اخرى لانها كانت يوما ما ساحته.
كما ان تجربة الجنوب نفسه مع الدعم والوعود الغربية الخادعة تجعله اكثر تعاطفا مع السودان لتجنيبه الاثار المأساوية التي عاشها من مضاعفات الوعود الزائفة وعدم ايفاء الغرب بكل ما التزم به من وعود واغراءات قدمها له قبل الانفصال واخذ يمنيه الاماني حتي اذا تم لهم ما ارادوا انصرفوا عنه وتركوه وحيدا يعاني المشاكل.
اذن الجنوب يستطيع عبر بذل تجربته الخاصة مع الغرب والامم المتحدة تبصير السودان بتجاوز عقبتها وهو يعيش كل هذا التكالب الدولي في ساحته الخاصة.
متانة العلاقات بين البلدين وما يربطهما معا من تاريخ مشترك ممتد عبر الزمان الماضي اضافة الي ما تم مؤخرا بفضل مجهودات النائب الاول ورعايته اتفاقات السلام بين مكونات الاحزاب والكتل الجنوبية المتصارعة مابين الحكومة والمعارضة مما انتج استقرارا في الدولة الناشئة وما يجري من دعم ومتابعة لسير تنفيذ الاتفاق خلق حالة من تبادل المنافع والادوار الايجابية في التعاطي بين الدولتين للعمل من أجل استقرار المنطقة المتداخلة عبر اكبر شريط حدودي مشترك بما يكاد يجعلهما اشبه بالدولة الكونفدرالية الواحدة او شعب واحد بدولتين تتاثر فيه اي دولة بلا شك بما يجري في الاخرى.
اما بخصوص دول الجوار فهي كما نعلم جميعا ترتبط مع بعضها البعض بمصالح حقيقية تتأثر باي انفلات او اضطراب في اي دولة منها او في محيطها بما يجعلها صاحبة مصلحة حقيقية في استقرار السودان لاثر انعدام استقراره علي امنها القومي ومصالحها العليا بما يجعل من استقرار السودان استقرار لها ومن تماسكه تماسكا لها لان قوته قوة لها وضعفه ضعفها للمصير المشترك والهموم والقضايا الواحدة، خاصة وقد جربنا الامم المتحدة وبعثاتها المتعددة ولم نجن منها شيئا سوى زيادة الازمة تعقيدا في وجودها وتدخلاتها التي تفتقر الي الخبرة والمعرفة الدقيقة باحوال البلاد ان لم يكن اغلب المشاكل بسببها.
وذلك واضح في موقف اغلب التيارات من ممثلها بالسودان الذي تم اتهامه من اكثر من جهة بعدم الحياد وانه يمثل مصالح اطراف محددة ينحاز اليها بحسب مايراه فيها من تمثيل لمصالح الغرب واجندته المختلفة! وذلك بلا شك يزيد من اطالة امد الازمة ولا يساعد علي معالجتها كما تتدع الامم المتحدة وممثلها فولكر.