بالسياسة والدبلوماسية والمعونات.. أمريكا في السودان

الخرطوم: تقرير/ صديق عمر
شهد السودان خلال أيام معدودة موجة زيارات مكثفة من مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، واستقبلت البلاد الدبلوماسية الأمريكية المعروفة روز ماري ديكارلو التي تشغل منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام.

وانخرطت روز ماري في لقاءات مكثفة مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

سامانثا باور

وما إن غادرت طائرة دي كارلو حتى استقبل مطار الخرطوم مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور والتي بدأت زيارة للسودان أمس وتستمر حتى الرابع من اغسطس الجاري.

وتم الإعلان عن استقبال البرهان لوفد أمريكى مكون من أعضاء سابقين فى الكونغرس الأمريكي ورجال أعمال ومنظمات طوعية.

كما رشحت أنباء ان واشنطون تضع اللمسات الأخيرة لتعيين أحد كبار ضباط مكافحة الإرهاب في الإدارة الامريكية السابقة، جون قودفري سفيراً للسودان، ويبرز سؤال حول هذا الحراك الأمريكي نحو السودان.

السودان أولوية:
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روز ماري قالت إن زيارتها تهدف للوقوف عن قرب على سير عملية الإنتقال في السودان ونفيذ اتفاق جوبا واضافت أن السودان يمثل أولوية للأمم المتحدة والأمين العام.

سامنثا تبدأ من هنا:
بدأت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامنتا باور زيارتها للبلاد بإقليم دارفو، حيث التقت بوالي شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن، وتلقت تنويراً عن الأوضاع في الولاية.

وأكدت خلال اللقاء وقوف بلادها مع السودان والثورة التي قادها شعبه وصولا للتنمية والاندماج في المجتمع الاقتصادي الدولي. وقالت انها ستلتقي بقادة البلاد ومنظمات المجتمع المدني الذي يقود هذا الحراك نحو النظام الديمقراطي لاستكشاف سبل تعزيز الشراكة السودانية الامريكية.

الاجتماع بالبرهان:
وخلال لقاء البرهان بوفد أمريكي رفيع المستوى قال العضو السابق في الكونغرس الأمريكي السفير ريتشارد ديك سوايت أنه عمل بالتعاون مع بعض الشركات والمنظمات الأمريكية خلال العشرة سنوات الأخيرة فى السودان، على تطوير التعاون بين البلدين.

إضافة للعمل فى مجال البناء المجتمعي المستدام وتوفير فرص عمل لدعم الطبقة الَوسطي فى السودان وأعلن سوايت رغبة عدد من الشركات الأمريكية للإستثمار فى السودان.

ترشيح سفير امريكي:
ونقلت صحيفة أمريكية عن دبلوماسيين أن واشنطون تضع اللمسات الأخيرة في من يقع عليه الإختيار سفيراً للسودان عقب عقود من غياب التمثيل الأرفع دبلوماسياً لأمريكا في الخرطوم.

وقالت الصحيفة، إن المرشح الأوفر حظاً للمنصب هو أحد كبار الضباط في الإدارة الامريكية السابقة، جون قودفري، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث مكافحة الإرهاب ودبلوماسي في إدارة الشرق الأوسط بالخارجية الامريكية.
القمح الامريكي:
يقول خبراء سياسيون أن الحراك الأمريكي الأخير تجاه السودان فيه استشعار لخطورة المهددات التي صارت تحيط بالفترة الإنتقالية مع تزايد العنف القبلي في دارفور وكردفان.

وفي خطوة أمريكية لإبداء حسن النوايا أو لتخدير الشعب أرسلت قمح المعونة لتطمئن الجميع أنها تنوي المساعدة ثم ظهرت أهداف الزيارات التي اعلنها المسؤولين بالتركيز على الإستثمار في السودان.

كما اعربوا عن القلق من تزايد النفوذ الروسي والصيني في السودان، ومن الواضح للجميع أن أمريكا تسعى لتحجيم هذا الوجود في أفريقيا ككل وفي السودان بصفة خاصة بعد أن قطعت روسيا شوطاً بعيداً في انشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.

وأضاف الخبراء أن سيطرة أمريكا منفردة على البلاد ومواردها خطأ كبير وكان عليها أن تتخذ سياسة الإنفتاح في علاقاتها الخارجية والعمل في كل الإتجاهات لأجل مصلحة السودان لا لأجل مصلحة أشخاص تربطهم علاقات بأمريكا ويريدون تسليم البلاد بكاملها لهم.

أذرع الاخطبوط:
وقال الخبراء أن مهددات الفترة الإنتقالية التي تحدث عنها البرهان مع قحت وطالب بالوحدة فإن ذلك لن تجلبه أمريكا بل تأتي الوحدة بالتوافق والاستقرار السياسي.

وياتي تعيين مسؤول الإرهاب كسفير لواشنطن في الخرطوم للتاكيد أن أمريكا لازالت لا تثق في السودان وتبحث عن ملفات عالية الخطورة تعتبرها مهدداً لأمنها القومي.

إلى جانب تغيير سياساتها تجاه البلد المنكوب عبر لف “أذرع الأخطبوط” على الجسد المنهك لإحكام كامل السيطرة اقتصادياً وأمنياً وسياسياً.

جولات متعثرة:
وبشأن ملف السلام يقول الخبراء أن تعثر الجولات أثار قلق العالم وربما جاءت أمريكا لحث الحلو وعبد الواحد لإتخاذ خطوة تبيض بها وجهها خاصة وأنها تؤثر عليهما بشكل مباشر وبإمكانها التدخل لإنهاء القطيعة بين الرجلين وحكومة السودان.

ويؤكد الخبراء ان زيارات المسؤولين الأمريكيين للسودان تخدم مصالحهم فقط فهم يأتون ويستمعون للتقارير ويتحدثون عن اللاجئين والنازحين والسلام ولكنهم في النهاية لا يقدمون شيئاً”.

البرهانالسودانالمعونة الامريكيةحمدوك