حكاية من حلتنا
يكتبها: آدم تبن
أهل الزرع والضرع
وتمضى مسيرة حياة أهل الزرع والضرع بسلاسة يخرجون من أحد فصول العام بحكاياته المفرحة والمحزنة فى آن واحد.
الفصول عندهم تحمل البشريات المفرحة والمبكيات المحزنة والحياة عندهم قائمة على الشدة والرخاء واليسر والعسر تبدأ حياة فتنتهى أخرى لاتراهم إلا وهم متفائلون بأن غداً أجمل وأيسر من اليوم.
فيومهم ينتهى بكل تبعاته لايعودون إلى الوراء فهم كمايقولون نحن أبناء اليوم بمعنى أن الله كتب لهم أن يعيشوا يومهم بتفاصيله صغيرها وكبيرها حسنها وسيئها فهم مستسلمون لأمر الله تعالى.
وهذا اليوم الذى يعيشه أهل الزرع والضرع تختلف تفاصيله بين شخص وآخر لكنها لاتخرج من دائرة زرعت محصولى أو رعيت سعيتى فهم يمضون وقتهم أغلب وقتهم فى الخلاء.
وكلمة الخلاء بفتح الخاء واللام تعنى الأرض البعيدة من منطقة السكن سواءا كانت الأرض مزروعة بالمحاصيل أو بور تصلح لتكون مرعى للسعية.
وعندما تشرق شمس يومهم تراهم فى حركة ونشاط لايشوبه فتور ولا كسل همتهم تعانق الثرياء لاترضى بأن يكون لها نصيبا فى الراحة والنوم فتفارق تلك الفرش والأسرة المنصوبة لراحتهم دون إستئذان فهى أوقات غالية صعب تعويضها إن فقدت ولاتعود مثلما أتت طائعة تبحث عن من يغتنمها مهما كانت الظروف المحيطة به.
يمضى اليوم على أهل الزراعة والسعية وهم مرات فى تضاد كبير بينهم فأهل السعية يرغبون فى أن ترعى سعيتهم الكلأ الذى يشبعها.
لتعود ممتلئة الضرع وتكتسى لحما وشحما يغيرها ويجعلها فى مظهر بهى يسر الناظر إليها فيقول قائلهم يا فلان ماشاء الله سعية فلان مرعاها سمح وراعيها يعرف السرحة.
وأهل الزرع تجدهم يتحسسون من تواجد السعية بالقرب من مزارعهم فمعروف أنها إذا وجدت فرصة وغفل عنها من يرعاها فإنها تعوث إفسادا فى الزرع لا تترك أخضرا إلا أتلفته وقضت عليه وجعلته حطاما.
لا تترك للمزارع الا الحسرة والندامة على ضياع محصوله الذى بذل فيه وقتا ثمينا ينميه بيديه التى كستها الخشونة وأرتبطت به وغدت عنوانه الذى يعرف به.
ومابين سعى أهل السعية لسعيتهم وسعى أهل الزرع لزراعتهم تمضى جل أيام فصل الخريف والفريقان يتنافسان على كسب نقاط المباراة حتى وإن لم يكن هنالك كأس يقدم للفائز منهما.
فعندما يخسر المزارع بسبب أهل السعية فإن المعادلة بلا شك تحتاج إلى مراجعتها لتتقيد بشعار اللعب النظيف كما يقول أهل الرياضة.
*ودمتم*