السني الضوي.. لحن خالد وصوت طروب عصي على النسيان

ملبورن: ولاء عبدالله عوض
الفنان والملحن الراحل السني الضوي كان يتدثر ابداعا فهو صاحب صوت شجي ومتميز وألحان طروبه غايه في الجمال، تدخل الوجدان من غير استئذان، وكانت له مدرسه متفرده استطاع من خلالها ان يضع بصمته في خارطة الفن وساهم اسهاما كبير في الارتقاء بالفن السوداني وذلك لاختياره للكلمات الرصينة والمعبره سواء كان ملحنا او مغنيا بحنجرته الذهبيه ، لذلك فهو حاضر رغم الغياب وله مسيره حافله من الابداع.

ولد الفنان السني أحمد محمد الضوي بمدينة نوري بالولاية الشمالية في العام 1936م، وبدأ دراسته بخلوة الشيخ الحسن كرار بنوري.. وسافر في بواكير صباه إلى مدينة بورتسودان واستقر مع شقيقه الأكبر محمود السني المقيم بتلك المدينة والتحق بمدارس كمبوني وشد الرحال مرة أخرى إلى مدينة الخرطوم وأكمل دراسته بمدارس الأقباط وتخرج في المعهد الفني، وتم تعيينه موظفاً (الهيئة القومية للكهرباء) التي كانت تسمي انذاك بشركة النور .

أسس الفنان السني الضوي مع رفيقيه الفنان محمد الحويج والفنان ابراهيم ابو دية فرقة ثلاثي العاصمة في عام 1962 ثم صارت ثنائي العاصمة بعد رحيل الحويج عام 1964 علمان بأن الثنائي كاد ان يتوقف بعد وفاة رفيقهم الثالث حزنا عليه لولا تدخل الفنان الراحل عثمان حسين، واصل الثنائي مسيرتهما بعدها وكانت ثنائيتهما من اشهر واميز الثنائيات تاريخيا في الغناء السوداني .
وأول أغنية ظهرت بها الفرقة أمام الجمهور هي أغنية «ما سالتم يوم علينا»، ثم أغنية «وحياة المحبة» التي تغنى بها الثلاثي في العام 1964 قبل ان يتم تسجيلها رسمياً في الاذاعه السودانيه عام 1965 وتعاملت الفرقة مع العديد من الشعراء الغنائيين في السودان ومن بينهم : علي شبيكة (لما ترجع بالسلامة، وناس قراب منك، يا هلا، والله وحدو بينا وغيرها من الاغنيات، ومحجوب سراج (حيرت قلبي معاك) ومحمد يوسف موسي (وحياة المحبة) وكمال محجوب (في ضميرك ، البينا عامرة، ونهر الريد) وسيف الدين الدسوقي (ما سألتم يوم علينا) ومحمد طرنجة (طريق الأمل، ليه نندم على الماضي، وزمانا الراح) وكانت اعمالهم اغلبها يقوم بتلحينها السني الضوي بالاضافه للملحن حسن بابكر .
ورغم ان الضوي توقف من الغناء بعد وفاة رفيق دربه ابراهيم ابوديه ولكنه كان يحمل كل الابداع لحنا وصوتا ورغم تقدم العمر انتج الألحان البديعة وقدمها للأجيال الجديدة فاصبح تاريخ لايمكن تجاوزه.

*مشواره في التلحين
بدأ السني الضوي مسيرته الفنية اوائل الستينيات وكان يتغنى بأغنيات الراحل التاج مصطفى وبدايته مع التلحين كانت من خلال أشعار زميله في العمل الشاعر محجوب سراج وأول تعاون له كملحن كان مع الفنان الراحل ابراهيم عوض في أغنيات مين قساك وليه بتسأل وقاصدني وما مخليني.

ومن هنا بدات انطلاقته في التلحين حيث لحن السني عددا كبيرا من الأغنيات لمختلف الشعراء والمطربين منها أغنية “ﺑﺪﺭ ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻼﻫﻮ”، ﻭ”ﻓﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ”، للشاعر “ﻣُﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ”، و”ﺣﻴﺮﺕ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻌﺎﻙ”، للشاعر “ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺳﺮﺍﺝ”، وأغنية “ﻭﺻﻮﻧﻲ ﻋﻠﻴﻚ”، للشاعر “ﻋﺒﺎﺱ ﺍﺣﻤﺪ”، و”ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ”، لمحمد ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻮﺳﻰ”، وأغاني “ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮﻙ”، ‏”ﺍﻟﺒﻴﻨﺎ ﻋﺎﻣﺮﺓ”، ‏”ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺮﻳﺪ”، للشاعر “ﻛﻤﺎﻝ ﻣﺤﺠﻮﺏ”، وأغنية “ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻢ ﻳﻮﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ “، لسيف ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ، و”ﻃﺮﻳﻖ الأﻣﻞ” لمحمد ﻃﺮﻧﺠﺔ.

كما لحن “الضوي” عددا كبيرا من أغنيات ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ “ﻋﻠﻲ ﺷﺒﻴﻜﺔ” منها “ﻧﺎﺱ ﻗﺮﺍﺏ ﻣﻨﻚ”، “ﻟﻤﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ” “ﻭﻳﻦ ﺗﺎﻧﻲ ﻧﻠﻘﻰ ﺍﻷﻣﺎﻥ”، “ﻃﻴﺐ ﺷﺬﺍﻙ”، “ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﺮﻳﺪ ﻏﺮﻳﺒﺔ”، “ﻣﺘﻴﻦ ﻳﺎ ﺃﻏﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ”، “ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻭﺍ ﺑﻴﻨﺎ”، “ﻣﺎﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻨﻴﻦ”، “ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻣﻌﺎﻳﺎ”، “ﻋﺎﺭﻓﻨﻲ ﺑﺮﻳﺪﻭ”  “ﻧﺎﺱ ﻧﺎﺳﻴﺎﻧﺎ”، “ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺍﺟﻤﻞ ﺯﻭﻝ”، “ﻃﻮﻝ ﻣﻔﺎﺭﻕ ﺣﻴو”، “ﻧﺘﻼﻗﻰ ﺯﻱ ﺍﻏﺮﺍﺏ”، “الأﺣﺎﺳﻴﺲ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ”، “أﻣﺮﻙ ﻳﺎﺣﻠﻮ”، وغيرها.

ولحن ايضا “السني” عددا من الأغنيات لزملائه الفنانين، حيث لحن للفنانة ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ “ﻣﻨﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ” أغنية “ﻏﺒﺖ ﻋﻨﻲ ﻣﺎﻟﻚ”. وللفنانة ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ “أﻣﺎﻧﻲ ﻣﺮﺍﺩ” أغنية “ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺮﺣﺔ”. ولمحمد ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ “ﺷﻔﺘﻚ ﻭﺍﺑﺘﻬﺠﺖ”، و”ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻭﺣﻨﺎﻥ”. ولصلاح ﺑﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ “أﻭﻝ ﺣﺐ”، “أﻣﻨﺘﻚ ﻋﻮﺍﻃﻔﻲ” وأغنية “ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻻﺑﻴﺾ”. ولعبد ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ “ﻟﻴﻪ ﻳﺎﻗﻠﺒﻲ”، و”ﻭﺻﻴﺔ ﻣﺤﺐ”.

رحل الفنان والملحن الكبير السني الضوي في اغسطس ٢٠١٨ بعد معاناة طويله مع المرض تاركا ارثا كبيره من الاعمال الاغنيات والالحان ومسيره حافله بالابداع والتميز اثر من خلالها وجدان الشعب السوداني بشجن النغم والكلم.

السني الضويالسودانثنائي العاصمة