بقلم: بروفيسور عوض الكريم بخيت سلمان
تتكرر الماسى كل عام مع تباشير الخريف وهطول الأمطار وجريان مياه الأودية والخيران، وانسداد الفكر وانعدام الرؤى حول إدارة تصاريف الزمان، وانعدام الامان وغياب الخطط الإستراتيجية لمواجهة الكوارث الناتجة عن السيول والفيضان وإدارة الأزمات من خلال تفكيك عناصرها ومسبباتها وتحليل الأوضاع والعوامل من خلال منهج بحثى إجرائى وتقيم الوقائع للوصول إلى حلول حاسمة تقضى على مسبباتها من جذورها، لا أن نستمر فى الاعتماد على الحلول المؤقتة التى تهدر الموارد وتزيد من تعقيدات المشكلة كل عام .
وفى صبيحة الجمعة وردتنا أنباء من اهلنا بقرى وادى الدان عن ما أحدثته السيول والامطار وماخلفه الوادى من آثار كارثية هلك فيها الزرع والضرع والانفس والثمرات وماهدمت من منازل وخلوات واضحى الناس يبيتون فى العراء ويلتحفون الطين والاوحال يتغطون بالسحاب المسخر فى السماء لا عاصم لهم إلا إيمانهم بالله وقدره وان صروف الدهر تسير وفق مشيئته العزيز اللطيف الرحيم .
وأهلنا فى قرى وادى الدان هم سلالة ائمة وشيوخ متابعين فى الدين وأهل نخوة وكرم وجلد وصبر وثبات لا تخيفهم جائحة ولا تفل عزيمتهم نائحة ولا تلطمهم نوائب الدهر.
قبل تحركنا من شندى اتصلنا بالجهات الرسمية والشعبية الذين تربطنا بهم صلة لنجدة اهلنا وعزوتنا.. استنهضنا شبابنا ونساءنا لمأساة قومنا جبلتنا لمشاركتهم فى محنتهم وابتلائهم وصدق الايمان .
ورغم المأساة الجلية والواصحة من تهدم المنازل ونفوق فى المواشى والاغنام وفقدان للممتلكات من متاع الدنيا، رغم كل ذلك إلا أنهم استقبلون بالتهليل والتكبير والذبيح الوفير، أريحية أهل السودان التى هى سجية من سجاياهم، وخصيصة من خصائهم وخصالهم.
تجولنا فى القرى شرق وادى الدان واستمعنا إلى روايات اهلنا حول ما خلفه السيل والامطار وما حدث من ارتداد السيل نتيجة لتكدس الأشجار فى معابر الكبرى ذو الفتحات الاثنى عشر الأمر الذى أدى إلى انهيار المنازل انهيارات كليا وجزئيا، ومن لطف الله على العباد أن السيل جاء نهارا مما أعان اهلنا ومكنهم بحمد الله وحفظه ورعايته وعنايته أن تقل الخسائر وتنحصر فى الممتلكات دون أن تصيب الأرواح.
ولقد أخص لنا الإخوة من القادة الشعبيين والشيوخ امثال احمد عبدالله محمد احمد ابوحراب وإبراهيم عبدالله احمد خليل اخر إحصائية تمثلت فى 40 منزل انهيارا كليا و 70 منزل انهيارا جزئيا وعدد كبير من المواشى والاغنام وبعض الإبل والحمير.
تفاكرنا معهم فى الحلول المؤقتة الآنية لتعويض مايمكن تعويضه ولدرء اى سيل قادم فى هذه الأيام الماطرة كما تفاكرنا فى الحلول الاستراتيجية الحاسمة والتى تضع حدا لمشاكل السيول والفيضانات التى تتكرر كل عام .
ومن ضمن تلك الحلول المقترحة :
1/ المعالجة الفنية الكبرى وفق رؤية مهندسى التخطيط العمراني.
2/ دعم الأسر المتضررة غرب وشرق الاسفلت .
3/ إحضار خيم لايواء الأسر المتضررة كليا وجزئيا وبعض المواد الغذائية.
4/ وضع خطط استراتيجية لتأسيس قرى نموذجية وفق مواصفات هندسية من مواد البناء ومن حيث التهوية .
فى اخر لقائنا نسأل الله أن يحمى اهلنا من السيول والفيضانات وما تخلفه من كوارث واحن وان يعوضهم ويخلف عليهم فيما أصابهم واصاب ممتلكاتهم وان يعين ولاة الأمر فى تحمل مسؤولياتهم فى رعاية الأسر المتضررة وإيجاد الحلول الناحية والإستراتيجية لكل المناطق المتأثرة والتى تتأثر كل عام واقترح أن تعقد ورشة من أهل التخصصات ذات الصلة للخروج بخطة عملية لبناء منازل غير قابلة التصدع أو الانهيار من حيث مواد البناء والموقع وثقافة التشييد والله الموفق لما فيه خير البلاد والعباد.