بقلم: الجيلاني الواثق*
نحن هنا ننطلق من مسلمة أن وجود الانسان علي الأرض له هدف وغاية واحدة هي عمارة الأرض “مع الاعتراف بوجود مابها من شر ونزعة للدمار والفساد والخراب و متأصلة في النفس البشرية”.
وبذا يمكن اعتبار كل فعل وفكر ورأي ومهما كان مصدره (ولكن خاصة عندما يأتي من نعدهم من زمرة المثقفين) صحيحا إذ كان يرمي إلي/أو يقوم حقيقة بعمارة الأرض من بشر وطبيعة.
فالطغيان والقهر والفساد وهدم الدنيا بالخراب والقتل مناقض لعمارة البشر” المجتمعات” والوجود الطبيعي.
وقد يقول قائل بأن مثقفا معينا يساند حرباً وطغياناً لانه يؤمن بأن وراء ذلك مصلحة بشرية وعمارتها.
وهناك يكون للمعارف الانسانية المختلفة دور مهم لجمع وتمحيص في الحقائق الواقعية من خلال مناهج بحثية والمقارنة بالحجة والبرهان ورفع الوعي والحراك الاجتماعي.
اي بمعني آخر ربط الفكر بالواقع الاجتماعي والممارسة فبعض المثقفين ممن يؤمنون بالمبادئ العنصرية من ان بعض العناصر البشرية أعلي مرتبة من عناصر اخري (بحكم التركيبة الجينية او التقدم الثقافي أو التنموي)، مما يترتب عليه احقية التناول السامي او المتقدم في السير نحو تحقيق الاهداف.
فالمثقف إذا ليس كائنا فضائيا يعيش في عزلة ويتصرف بدون كوابح اجتماعية اوسياسيه أو دينية أو نابعه من ذات نفسه، ولكنه في ذات الوقت يجعله الفكر سابحا في فضاء من الحرية الفكرية ارحب من القيود المعاشيه والمهنية.
فاذا ارتهن المثقف افكاره وآراءه في نطاق مصلحته الذاتية وظروفه المعيشيه فقط فقد يقع فريسه للسلطوية بكل أشكالها بمافيها السلطويه الفكرية نفسها من قبل جماعة نافذة من المثقفين.
مع هذا فقد يجد المثقف نفسه متخذ موقفا فكريا وطارحا رأيا ينافح عنه وحيدا لايخسر به اسباب معاشه فقط ولكن حياته ايضا من قبل سلطه سياسيه او دينيه أو اجتماعية أو بعضها أو جميعها معا.
اما عن الحق الذي يدافع عنه المثقف فقد تباينت الارآء في ذلك وان للمثقف صوراً متعدده تتراوح بين اقصي اليمين واقصي اليسار وما بينهما.
ذلك لابد للمثقف من دور واضح يستطيع ان يلعبه في المجتمع من خلال التنوير والتشكيل للرأي الايجابي الذي يدعو للحماس من اجل البناء الوطني الحقيقي المؤثر .
*باحث في الثقافة السودانية