التنابز بالألقاب شاع بين الناس في هذه الأيام للأسف وأصبح سلوكاً معتاداً نراه في كل مكان نذهب إليه، ولذلك تكثر المشاجرات والمنازعات وجرائم العنف بين الناس بسبب هذه الأخلاق السيئة، فكم من جرائم قتل وقعت بسبب سخرية أو تنابز بالألقاب، وكم من مشاجرات نشبت بين عائلات بسبب إشارة فيها سخرية أو كلمة فيها لمز بأحد الناس رجلاً كان أو امرأة.
ظاهرة التنمر والتي تعتبر سلوك غير اخلاقي وغير مقبول تماما بين البشر، وهو عبارة عن سلوك عدواني مُتكرّر يهدف للإضرار بشخص آخر بشكلٍ مُتعمّد، إن كان هذا العدوان جسدي أو نفسي.
ويمكن أن يحدث التنمر في أي مكان تتفاعل فيه البشر مع بعضها البعض، ويشمل ذلك المدارس وأماكن العمل والمنازل والأحياء، وقد يكون التنمر لفظي وهو التلفظ بألفاظ وكلمات مُهينة للشخص الآخر، أو مناداتهِ بأسماء وألقاب سيئة لا يُحبها، وتُسبّب له الحزن والغضب، وقد يكون التنمّر بدني وهو تعرض الإنسان لبعض السلوكيات المسببة للإحراج والضرر، كالضرب الشديد، ودفعهِ بقوة وترك آثار وعلامات على جسدهِ.
وهناكً التنمّر المدرسي، وهو التنمر الذي يتعرّض له الطلاب من قبل الزملاء أو حتّى الأساتذة وشعور الطالب باليأس والاحباط والرغبه في ترك المدرسه وعدم تواصل التعليم، واحيانا التنمّر يكون اجتماعي وهو إلحاق الإيذاء المعنوي بالشخص كتركهِ وحيدًا، ودفع الآخرين إلى ترك صحبتهِ واحيانا تنمر الكتروني الذي يشمل إستخدام البريد الإلكتروني أو الهواتف المحمولة أو الرسائل النصية أو مواقع الإنترنت من أجل تهديد الأشخاص أو مضايقتهم أو تدمير السمعات والعلاقات
ويوضح العلماء الاسباب المؤديه للتنمر فيقولون الإصابة بمشكلة اضطراب الشخصية ونقص تقدير الذات، والإدمان على اتباع بعض السلوكيات العداونيّة، كما ان الإصابة ببعض الأمراض النفسيّة والاكتئاب النفسي والتفكك الأسري، وانشغال الأب والأم عن القيام بدورهم الأساسي في تربية الأبناء يؤدي الى للتنمر.
كما يساعد على ممارسه التنمر انتشار الألعاب الإلكترونيّة التي تُشجّع على العنف، وتغرس في عقولهم فكرةً مهمة وهي أنّ العنف هو وسيلة أساسيّة للسيطرة على الآخرين والتحكّم بهم، ولا ننسي غياب دور المدرسة في تقويم الطلاب وتنشأتهم بطريقةٍ إيجابيّة.
كما اعتقد ان غياب الوعي الديني والأخلاقي، وعدم اتباع اخلاق رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم، وعدم الإلتزام بالقواعد الدينيّة المفروضة، مما يدفع بالشباب إلى عدم مراعاة مشاعر الآخرين والاستهزاء بهم، يقول المولى سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
لقد خلق الله لكل إنسان جماله ورونقه الخاص، وحاشا أن نقول إن الله قد خلق إنسانًا بشع الوجه أو البنيان أو ميز أحدا عن أحد، فقد وهب الله عز وجل كل منا جمال خاص فلا يحق لنا أن نتنمر أو نسخر من أحد.
علينا ان نتصدى لهذه الظاهرة السيئة بتعزيز الثقة داخل انفسنا وداخل ابناءنا، الثقة بالنفس صفة هامة جدا للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية معا، إذ أن التمتع بها يساعد الشخص على أن يصبح ناجحا في حياته العائلية والشخصية والمهنية.
العقاب القانوني: هل تعلم أن التنمر جريمة يعاقب عليه القانون فلا تسكت عن حقك بعدم التجاوب للمتنمر والانصات اليه.
زرع الأخلاق والقيم والمبادئ الدينية في الأطفال منذ الصغر وتعريفهم بكل هذه القيم من احترام الآخرين وعدم الإساءة إليهم بأي شكل من الأشكال ، يجب أن يحرص أولياء الأمور على توفير الظروف المناسبة التي ينشأ فيها أطفالهم حتى ينشئوا بشكل خالي من العقد النفسية.
خلقنا الله عز وجل اسوياء ونهانا عن نبذ بعضنا البعض فلنعش بسلام ومودة وإخاء.