حكايه من حلتنا
يكتبها: آدم تبن
الشيخ ابوعزة رجل من اهل القرآن
وللقرآن الكريم كلام الله أهل إختصهم بحفظه وتلاوته وتفسيره وتعليمه للناس والعمل به فى الحياة الدنيا.
ربط الله أسمائهم بكتابه العزيز وهو شرف لا يدانيه شرف، فقد يرفع الله بالقرآن أقواما لم يكن الناس يعرفونهم سلكوا طريق القرآن الكريم فرفعهم الله تعالى به وأحيا ذكرهم بين الناس.
حتى بعد مماتهم تبقى سيرتهم عطرة محبوبة مبهرة يتمنى كل شخص أن يكون مثلهم فهم أهل الله وخاصته.
إختصهم بأن يكونوا أمناء على هذا الكتاب الذى (يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا) فالأجر كبير عند الله تعالى.
ورحيل الشيخ محمد أحمد أبوعزه نهاية الأسبوع الماضى خلف جرحاً كبيراً وحزنا فى قلوب أهل القرآن الكريم والمريدين والمحبين له.
فقد كانت سيرته تمشى بين الناس بالزهد فى الدنيا وزينتها وزخرفها الذى يترائ للناس بأنه ذو فائدة كثيرة ولكن فما متاع الحياة فى الآخرة إلا قليل.
أشتهر الراحل الشيخ ابوعزه أنه رجل من أهل القرآن الكريم لم يقل للناس ذلك بل سمعته سبقت إلى أن يوصف بهذا الوصف الربانى.
فهو جسد خدمة القرآن الكريم فى أرض شرق كردفان فى منطقته لم يبرحها بل قصده الناس فى مكانه ليتعلموا القرآن الكريم من داخل بلادنا السودان ومن خارجه.
فمسيده يحيا بالقرآن يتنفسه ينام عليه ويصحو عليه لا تنقطع الآيات الكريمه عن الألسن فى كل وقت.
فالوقت مسخر للقرآن الكريم وخدمته لا تكاسل لا تراخى، الكل يسعى ليسبق الآخرين إلى الختام وإجازة الحفظ ليصبح أحد أهل القرآن الكريم يذهب ليعلمه للناس.
قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار تخشع له القلوب وتطمئن بذكره فهو كلام الله تعالى.
وللشيخ الراحل أبو عزة فى مسيده حكايات لا تنتهى فهو فى مسيده يقف على كل صغيرة وكبيرة يراقب ويتابع ويسأل ليطمئن أن مسيرة القرآن الكريم ماضية فى مسيده لاتتوقف فهو قائد ركبها الميمون.
فالمسيد من فرط حبه وتجمله بالقرآن الكريم أصبحت أرضه نظيفة بيضاء كبياض قلوب أهل القرآن الكريم لا تتورع أن تمشى فيها حافيا تعظيما وتكريما لمن يتعاونون فى حفظ كتاب الله تعالى.
وأبو عزة أشتهر بين أهل التصوف فى ديار كردفان بخادم القرآن الكريم فالمسيد خلوة بعيدة من الأهل لمن أراد أن يحفظ القرآن الكريم فالوقت هنا غال وثمين.
فالتنافس على أشده للوصول إلى مراتب عليا فى الحفظ والتجويد والتلاوة، فما أجملها من منافسة شريفة ليس فيها غالب ولامغلوب فالكل فائز بحفظه لكتاب الله تعالى عن ظهر قلب.
فتقول حكاية من حلتنا أن سيرته الذاتية تظل نبراسا يقتدى بها وتنير ظلمات الجهل فى تلك الديار.
فهو الشيخ محمد أحمد أبوعزة من مواليد قرية أم عشرة بكردفان عام 1925م .
ورحل عن الدنيا الفانية فى يوم الاربعاء الماضى الرابع من أغسطس ٢٠٢١م بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز 96 عاماً.
أمضى 80 سنة من عمره في خدمة القرآن الكريم وعلومه فى مسيده المشهور بأبو عزة وخرج آلاف من الطلاب حَفَظَة كتاب الله الكريم.
ودمتم