حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: (خليهو يا عديله النومه دى بتريحو)

وجميل الحكايات وأروعها لاتزال تمد حبال صبرها شوقا لتكون حروفها وكلماتها وجملها أمام أعين قراء حكاية من حلتنا وتتأخر هذهالحكايات ليس قصدا منا ولكنها صروف الزمان ومشغولياته المتزايدة يوما بعد يوم ، فقدوتنا سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه عليهأعلمنا بتلك الخمس قبل خمس ،ومنها خذ من فراغك لشغلك ، فالاشغال أصبحت تبدأ بها يومك وتنهيه ولاتنتهى بل ستكون مأجلة الى الغدوإن غدا لناظره قريب ، وهكذا تنشغل كل يومك ولاتجد لحظات الفراغ التى كنت تشتكي منها فترات طويلة ، وكم منا يتمنى أن يكون لديهمساحة زمنية خلال يومه ليرتاح فيها مع نفسه دعك من الاخرين، والكثير منا تجده دائم الشكوى عن ضيق وقته وأنه لايستطيع أن ينجز كلأعمال خلال اليوم ، ويظل فى دوامه متواصلة لايفصله عنها إلا عندما يغطى ظلام الليل وسكونه المكان وهنا يستطيع أن يأخذ قسطا منالراحة على فراشه الذى يفارقه فى الصباح الباكر ذاهبا الى مكان عمله.

ومناظر كثيرة تمر بنا ونحن نشاهد من يجلس على المقعد أو الكرسى فى المواصلات أو العمل أو فى صالات الإنتظار والمناسبات يغط فىنوم عميق، ولاتملك إلا إن تقول له نوم العوافي وتغض طرفك عنه، فسيداهمك النعاس يوما ما فكن حذرا ومتيقظا، فمع ثورة المعلومات وإنتشارالهواتف الذكية وسرعة نقلها للأحداث على مواقع التواصل الإجتماعى وإستجابة مسخدميها أى هذه المواقع للتعامل معها بشكل متواصلومكثف فستكون مثل هذه اللحظات قابلة لأن تجد حظا كبيرا من التدوال خاصة وأن بعض النائمين تخرج منهم أصوات عالية ومزعجة لمنحولهم ونحن هنا نسميها (الشخير) وعندما يستيقظ أحدهم وتحدثه عن ما سمعته أثناء نومه يدخل معك فى مغالطة ينكر فيها ما سمعتهبأذنيك وأنت بالقرب منه، ولاتجد مناصا إلا أن تتوقف عن مجادلته التى لا تفيد ولاتضر.

وللنوم والنعاس حكايات مرة تضحك ومرة تخجلك ومرة تبكيك ومرة لا هذا ولاذاك فالنوم سلطان يتغلب عليك ويداهمك فى لحظات قد تحرجكأمام رئيسك أو زملائك أو ضيوفك أو أنت تقود سيارتك على الطرق السفرية كانت أو الداخلية وهى لحظات لاينفع فيها الاعتذار بل علىالنائم أن يشغل نفسه بشئ يعيد له توازنه ونشاطه ويطرد عنه النعاس وهناك حيل تخلصك من النعاس أو النوم المفاجئ مثل أن تتحرك منمكانك ثم تعود إليه أو تغسل وجهك لتجدد نشاط أو تخرج أو تتوقف لتكمل ماتبقى من النوم بعيدا عن الأعين ولذا الحذر واجب خاصة فىأماكن التجمعات التى لا يستطيع النائم أن يجد مكانا لأخذ قسط من الراحة، وأذكر فى أيام الدراسة وقرب أيام الإمتحانات يبدأ التلاميذوالطلاب فى المذاكرة والسهر لمراجعة دروسهم ولكن العديد منهم يقعون فى فخ النوم المفاجئ حيث يتفاجأ زميلة بصوت الكتاب أو الكراسيسقط على الأرض محدث صوتا معلوما بأن صاحبه قد راح فى ثبات عميق، وتجده يستيقظ بسرعة يرفع كتابه من الأرض وكأن شيئا لم يكن.

وهكذا يظل النعاس والنوم هاجس يؤرق النائمين ويمنعهم من التمتع بأجمل اللحظات التى لاتكرر ، ويحملهم كذلك على تغيير إتجاهاتهم أوعدم تذكر الموقع الذى يتواجدون فيه حتى وإن لم يتحرك أحدهم من مكانه، وكثيرا ما يحكى لنا بأن فلان أخذته نومه وعندما إستيقظ لمتسعفه ذاكرته بتذكر مكانه أو موقعه أو يسلك طريقا غير طريقه المعتاد الذى يعرفه ، ويفعل النوم بالنائمين ما لا يتوقعه النائم نفسه ناهيك عنغيره ، فتجد أحد الاشخاص يداهمه النوم فينام لفترة تطول أو تقصر ، لكنه بحساباته يتخيلها فترة طويلة أو العكس ينوم طويلا فعندمايستيقظ يتخيل أنه نام زمنا قليلا ، فهى حكايات نعيشها لكنها تغيب عن الذاكرة ثم تعود لتجد لها متسعا من الوقت لنحكي عنها، وهناتجدنى أرسل التحية للكاتب الدرامى محمد شريف على صاحب يوميات سائق تاكسى على أثير الاذاعة السودانية (هنا أم درمان) التىيختمها دائما (خليهو يا عديله النومه دى بتريحو

السودانحكايهمن حلتنا