عشاق المستديرة والمستطيل الاخضر يعيشون أجواء رياضية يلاحظها المراقب العادى فليلحظ على وجوههم البشر والسرور وحتى كلماتهمأصبحت تتحدث بلغة مونديال قطر الذى إنطلقت فعاليات منافسته اليوم كأول عرس عالمى تحضته دولة عربية سهرت لعدة سنوات لتكتملفرحتها وفرحة جيرانها وأشقاؤها بأنها رفعت الرؤوس عالية وفجرت الطاقات والامكانيات لتتزين فى أبهى حلة مثلها مثل عروس لبست ثوبزفافها الأبيض الذى إختارته ليكون عنوانها طيلة أيام المنافسة الرياضية التى تهيأت لها دولة قطر وسخرت إمكانياتها لتتحدى بها دول العالمالمتقدم وهو بالفعل تحدى بحجم دوحة القطريين التى قدمت درسا مفيدا لجميع دول العالم الثالث فى قارتئ آسيا وأفريقيا وبالتأكيد يحتاجالدرس أن يستفاد منه بمختلف الطرق أطولها أوأقصرها فهى قد وضعت لبنتها الأولى فى مشوار رياضى صعب المراحل .
وحكاية من حلتنا تابعت بعضا من التعليقات خاصة وسائل التواصل الاجتماعى وبعض النقاشات والحوارات الصغيرة فكانت أغلبالاحاديث والتعليقات منبهرة بالاعمال الكبيرة التى أنجزت خلال الفترات السابقة فى دولة قطر لتشارك بها فى تنظيم فعاليات المونديال الذىتختلف نسخته عن جميع النسخ لكونه ينظم فى بلد عربى مسلم قدر له أن يكون صاحب الديوان الكبير الذى تفتح أبوابه لاستقبال الضيوفالقادمين من جميع قارات العالم حاملين معهم ثقافاتهم وعاداتهم وتقالديهم التى تتعارض بعضا منها مع قيم مجتمعاتنا العربية المسلمة ، وهؤلاء الضيوف بالتأكيد سيجدون فى تراثنا وعاداتنا ما سيبهرهم ويدهشهم ويغير نظرتهم الدونية التى ظلت تلازمهم على الدوام لبلادالعرب والمسلمين، ونسوا أو تناسوا أن نهضتهم الصناعية ما كان لها إن تقوم وتزدهر لولا العلوم والمعارف التى أتتهم من ديار الإسلاموالعروبة.
وهنا تعود بى الذاكرة بعد لاحظت وقرأت عن حالات الاندهاش والانبهار بتجهيزات وإستعداد قطر لتنظيم المونديال العالمى ،فقد كنا فىسنوات خلون نجتمع لنتسامر على تلك الأضواء البيضاء لقمر (أربعطاشر) ويعنى أن القمر وصل لليوم الرابع عشر ونتبادل القفشاتوالنكات التى عادة ما يتم تأليف بعضها على الهواء مباشرة تجد الرضا والضحكات وأخرى معلبة جاهزة لاتجد حتى من يستمع إليها دعكعن من يضحك لها أو تنال رضائه، ومن حالات الاندهاش تلك فقد كانت صورة الرجل القادم من السفر وهو يحمل شنطته الهاند باك علىكتفه تلازم الأسمار فقد أتى الرجل المدينة وإنبهر بلمبات إشارة المرور التى لم ير مثلها من قبل ، حيث كانت اللمبة التى تضئ بالجازوتسمى بالفانوس أو أم شباك أو أم فتيل هى وسيلة الاضاءة الوحيدة التى يمتلكها الجميع غنيهم وفقيرهم، وهنا يثير الاعجاب والدهشةوالفضول ضيفنا العزيز فيتوقف متأملا هذه الحالة التى عليها لمبات الإشارة فهى تضئ لوحدها وبألوان مختلفة.
وبدأ ضيفنا فى الصياح مع هذه الحركة العجيبة التى يراها لأول مرة فى عمره الذى أمضاه يوقد لمبته أم فتيل أو (حبوبه ونسينى) كمايسميها البعض يوقدها بعود الثقاب أو (الكبريت) ويطفئها بنفخة هواء تخرج بقوة من فمه وأخذته الدهشة وبدأ (أمك أبيض أمك أخضر أمكأحمر) وهكذا الاشارة لاتتوقف وهو لايتوقف ومابين إضائتها المتواصلة وصياحه المتواصل ، يتذكر أن له شنطة وضعها على الأرض عندمابهرته هذه الإشارة فتذكرها وحانت إلتفاته منه فلم يجدها وهنا صاح مرة أخرى (أمك شالوها) يعنى أن الشنطة قد تمت سرقتها وهو يعيشفى تلك الحالة المبهرة، وهاهى دوحة العرب تدهش عشاق المستديرة وضيوفها بابتكاراتها المبهرة فى تنظيم عرسها العالمى فشكرا لأهل قطرعلى جهدكم المدهش.