وتظل القراءة والكتابة أمنية كل إنسان حتى وإن تقدم عمره وأصبح قليل الرغبة فى كثير من مغريات الحياة فشغف التعلم ينمو مع الانسانولايتوقف الا أن يغادر دنياه ، فالعلم يرفع بيتا لاعماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف فتقدم الشعوب ونهضتها يعتمد على مستوى التعليمالذى يتلقاه الانسان ، فإهمال العلم يعنى إهمال المستقبل وستكون نتائجه مثل نتائج الفرق الرياضية التى تخرج من الادوار التمهيدية ،فيصنفها أهل الرياضة بانها فرق ضعيفة القدرات ، وبلادنا مثل كثير من بلاد أفريقيا تعانى من فقدان شهية الأجيال للتعليم فأكثر القوىالحية فى مجتمعاتنا لا حظ لها فى التعليم ، لعدة أسباب فهى أسباب منها المنطقى ومنها غير ذلك، وقم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أنيكون رسولا فمهنة المعلم هى مهنة الرسل والأنبياء يعلمون الناس الخير، ويابخت المعلم إن كان فى حضر أو ريف ، فكلاهما يعلمان النشء ،وعلموا النشء علما تستبين به سبل الحياة وقبل العلم أخلاقا.
وطيف من الذكريات مرت بخاطرى وعشرات الكتب من مختلف المجالات رمقتها بحسرة فى خلال زيارة عمل لهيئة الخرطوم للصحافة والنشرهذه الكتب والاصدارات قديمها وحديثها تنتظر من يأخذ أحدها وينفض عنه غبار الاهمال ويختار له طاولة يجلس عليها ليبدأ رحلة قراءةممتعة مع كاتب وكتاب ليغوص فى الافكار والأراء وتناسقها ومدى تعبيرها عن الواقع فخير جليس فى الزمان كتاب، والكتاب وإن كانت لغتهلا تعبر عن لغة القارئ إلا أنه يظل محل تقدير كثير من الناس ، وهنا يجد القارئ فرصته ليتصفح أوراقة وأرقامها وعددها وصورهاومضمونها ، ولرائحة حبر المطابع والأوراق وقع لا يعرفه إلا من قرأ الكتاب وعاش معه من الغلاف الى الغلاف كما يقول القراء ويفاخرون بهبعضهم بعضا ، ولهم إهتمامات بالكتاب صغر أم كبر.
ونعرف جيدا أنه فى سنوات خلون كان للقراءة وقتا محددا فى المدارس هناك حصة المطالعة وحصة القراءة الصامته وحصة المكتبة ، وهىسنوات يبدأ فيها التلاميذ فى تعلم القراءة والكتابة ، وهذه الحصص بالتأكيد ستحدث فارقا علميا وعمليا بين من يقرأ ومن لا يقرأ وهيئةالخرطوم للصحافة والنشر تمتلك مطبعة حديثة تساعدها فى الطباعة ولها قدرات وإمكانيات تسهم فى الارتقاء بصناعة الكتاب وتحديثطباعته وإخراجه بصورة تجذب القارى وتحثه على التوقف والإنحاء تقديرا للدور الذى لعبه الكتاب قبل ظهور ثورة التكنلوجيا والتقنية الحديثةالتى تفوقت فيها على غيرها ، وشكلت منافسة قوية هددت عرش الكتاب ، إلا أن الكتاب أبى أن يستلسم ويرفع الراية البيضاء ليتوارى منالانظار فكانت التكنلوجيا هى الوجه التى توجهت إليه صناعة الكتاب ودخل الكتاب فى حلبة المنافسة من جديد.
ومن لطائف ذكريات الكتاب وحب الناس حينها للقراءة والكتابة ولدت المكتبات التى إشتهرت فى المدن وعمت كثير منها وأصبحت شهرتهاواسعة يأتى إليها الناس من أماكن بعيدة لشراء الكتب التى يبحثون عنها أو ينتظرون توفرها أو آخر إصداراتها أو عدد جديد من مجلة أوصحيفة يومية ولحقت بها المكتبات العامة التى يرتادها كذلك البعض فهى وإن كانت قليلة ومتفرقة إلا أن شهرتها تسير بها الركبان ولا يمكنأن ننسى كذلك المكتبة المدرسية التى كان لها دور مؤثر فى زيادة الوعى ورفع قدرات التلاميذ الإبداعية وتنمية مهاراتهم اللغوية وحصيلتهمالمعرفية ، يقطفون من بستان زهرة ومن كل سنبله بذرة لتتجمع الأزهار والبذور ويزيد الحصاد المعرفى الذى سيعينهم فى مستقبل حياتهم ،وأبتكرت المكتبات لفتة بارعة تستحق أن نسجلها هنا وهى أن القارئ يمكنه إستلاف كتاب من المكتبة مقابل أمنية مالية تدفع للمكتبة ويقومبإرجاعه للمكتبة مرة أخرى ويعاد إليه مبلغ السلفية التى تتغير بتغير أسعار الكتب إرتفاعا أو إنخفاضا.