حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: الليلة جيت شايل الفرح

ومكالمة مع زميلى فى العمل أعادت تلك الأيام النواضر عندما كانت الاذاعة عشقنا الاول والراديو صديقنا الحميم الذى يلازمنا فى كل مكانوزمان حيث كان للإذاعة وقعها الخاص فى نفوس مستمعيها الذين يعرفون أصوات المغنيين والمذيعيين قبل أن تذكر أسمائهم فكانت فنالرؤية بالاذن أصيلا ومتأصلا عندهم ، وفقد جمعت الاذاعة كل أهل السودان فى بوتقة واحدة وصهرتهم على الوطنية الخالصة ، ففى نشراتالاخبار والبرامج والحوارات يتعرف المستمع على جميع بقاع بلده وإن لم يسافر لها فهو يعرف قرى وأقاليم البلاد المختلفة من خلال برامجالحقيبة وربوع السودان ونشرة الثامنة المحلية وعالم الرياضة ، وغيرها من البرامج الاذاعة التى ربطت الجميع فى حب وطنهم الكبيرالسودان ، فكل الشكر للإذاعة السودانية (هنا أم درمان) لما قامت به من عمل إعلامى مبدع جعلها على كل لسان.

وعلى ذكر هنا أم درمان وسؤالى للزميل فقد تذكرت معه موضوع هذه الحكاية بان من غنى الليلة جيت هو الفنان الراحل حمد الريح وعندهاقلت له أننا كنا كمستمعين نعرف هؤلاء المبدعين قبل أن نلقاهم أو نقابلهم فقد كان أغلب جيل الاذاعة يحفظ ويدندن معهم أغنياتهم الهادفةذات الكلمات الرصينة والمرهفة ، وتشاء الاقدار أن نقابل المبدع الراحل حمد الريح وهو نائب برلمانى عن دائرة توتى فى برلمان الخرطومالتشريعى وكان نعم البرلمانى (خلق وأخلاق) وإكتشفنا أنه حافظ للقرآن الكريم وذو علاقة مع جامعة الخرطوم أمضى فيها فترة عملية فىمكتبتها ، وحكينا له معرفتنا له أنها كانت عن طريق الاذاعة القومية ولولا إنت شارها فى ذلك الوقت لما وصلت رسالة الفن السودانى للقرىالبعيدة والفرقان النائية، ففى طريقك تشاهد بعض الناس يحملون الراديو على أكتافهم وهم على سفر يحرصون على أن لاتفوتهم برامجهمالمفضلة فى الاذاعة وياله من إهتمام متعاظم بأن ماتقدمه الاذاعة لمستمعيها يستحق أن المتابعة والإهتمام، ومنهم من تجده يضع الراديوبجواره فى المنزل أو الدكان أو العربة لايفارقهم فى كل الأوقات.

وكانت هذا المقطع الصغير من الأغنية الشهيرة للراحل حمد الريح هى مدخلنا للحوار وتذكرت عندها البرنامج الأشهر (مايطلبه المستمعون) حيث كانت الاذاعة تخصصه أسبوعيا للمستمعين يطلبون فيه سماع أغانيهم المفضلة وكانوا ينتظرون مواعيد بثه بكل حواسهم يتسمرونأمام الراديو لايفارقونه البته الا أن ينتهى البرنامج ويسمعون هديتهم من الاغانى لكبار الفنانين مثل محمد الأمين ومحمد وردى وعبد الكريمكابلى وعثمان حسين وحمد الريح وصلاح بن الباديه وصلاح محمد عيسى وعبدالرحمن عبدالله وعبد القادر سالم وزيدان إبراهيم ومحمدميرغني وهاشم صديق وثنائي العاصمة والبلابل وعائشة الفلاتية وأم بلينه السنوسي وغيرهم من المبدعين رحمة الله على من رحل منهموالصحة والعافية للأحياء منهم، والقائمة تطول وهذا ما أسعفتنى به ذاكرة حكاية من حلتنا فكانت الاذاعة مرتبطة بمستمعيها لا تألو جهدافى الاهتمام بهم وتقديم مواد وبرامج إذاعية جاذبة تجذب إهتمامهم وتنال رضائهم.

وعلى كل حال فقد كانت الاذاعة السودانية جسرا للتواصل بين المبدع والمستمع فهى تعرف الفوارق الإجتماعية والإقتصادية والتعليمية بينالمستمعين فتقدم لهم برامج مدروسة تخرج على الهواء تنال رضا أغلب المستمعين فإهتمامها بالصغار قبل الكبار فكان برامج (ركن الاطفاليقدمه عمكم مختار) بصمة خاصة بالإذاعة السودانية قدم السهل الممتنع للصغار رفع من قدرهم وقدراتهم فى الحوار والنقاش والأداءالدرامى والغناء فخرجوا نجوم لمجتمعهم ، لم تقف الاذاعة فى محطة الاطفال بل قدمت البرنامج المميز فى التأريخ فكان (دكان ود البصير )

وبرنامج (ربوع السودان) وعالم الرياضة ونشرة الثامنة وبرنامج (دراسات فى القرآن الكريم) للبروفسور عبد الله الطيب وهذا فيض منغيض قدمته الاذاعة السودانية لمستمعيها قربت به المسافات والوقت فكسبت قلوب مستعمعيها بالداخل والخارج

ادمالسودانتبن