حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: الإنفاق فى بلادنا تفاؤل وأمل

كثيرا ماتتردد أيدينا فى إخراج قليل من الصدقات لمن يطلبها من الفقراء والمساكين وتغلب علينا جميعا صفة الإمساك والبخل إلا القليل منامن يبذل ماله فى الأعمال الصالحة ولا يخاف الفقر الذى يخوفنا به الشيطان عدو الانسان وسبحان الله هو عدونا ونعرف ذلك لكننا لا ننفكمن أن نقع فى حباله ومكائده التى تصدنا عن الإنفاق والصدقات فى سبيل الله ونحن إن لم نكن جميعنا فأغلبنا يعرف الكثير من الآياتالقرآنية والأحاديث النبوية الشريفية التى تحث وتحض المسلمين على الإنفاق على الأوجه المشروعة مثل بناء المساجد ودور العلم ومرافقالصحة والمياه وعون المحتاجين للغذاء والكساء والدواء والمأوى ، الفارين من جحيم الحروب والنزاعات والظروف الطبيعية من جفاف وسيولوفيضانات وحرائق، وكثيرا ما نتجاهل حتى الاحساس بإنسانية المتأثرين ناهيك أن نفكر مجرد تفكير فى تقديم يد العون والمساعدة الملحةوالضرورية لهم.

وحكاية من حلتنا تنقل بعض الأفعال والأقوال التى تبعث الأمل والتفاؤل فى نفوس الناس لتطمئن قلوبهم بأن مجتمع ملة الإسلام لايزال بخير،وفيه من يبذلون الغالى والنفيس لأوجه البر والخير فى مختلف الصعد، كل منهم يقدم مايستطيع فى دائرة من الدوائر التى إتسعت وتمددتبتمدد وزيادة أعداد السكان لتلك الظروف آنفة الذكر ، وهنا يقول محدثئ أن أحد الأشخاص المنفقين فى المنطقة التى يعيش فيها لديهبرنامج إفطار سنوى فى شهر رمضان يبدأ التجهيز له مبكرا فعندما يهل هلال رمضان تكون جميع المأكولات والمشروبات لأفطار الصائمموجودة بالمخزن ، فيبدأ الافطار الرمضاني من أول يوم الى ينتهى الشهر يضع مائدته فى الطريق العام ليقبل عليها الصائمين العابرينوغيرهم ، فهى مائدة مفتوحة للجميع يتوفر فيها مايحتاجه الصائم لإفطاره من ماء وتمر وعصائر وطعام ، وهكذا يستمر يوميا الى آخر يوم  فى رمضان المعظم، فما أجملها من صفة وعادة حميدة وهى متأصلة فى مجتمعنا فى الحضر والريف نتمنى أن لاتجرفها رياح العولمةوالتغيير القادمة بقوة لإستعمالها لأساليب وأفكار وأدوات ذات أثر كبير على مجمل الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فى بلادناوجميع بلاد المسلمين.

ويعود محدثى ليقول أن هذا الشخص مرت عليه ظروف صعبة وهو على هذه الحالة إقترب شهر رمضان رويدا رويدا وهو يريد أن يبدأ فىالاستعداد له إلا أن إهتدى لفكرة أزاحت عنه ما يشغله فقرر أن يبيع قطعة أرض تخصه للإنفاق فى شهر رمضان والمحافظة على إفطارالصائمين، ومضى فى مهمته حتى أكمل إستعداده لرمضان وفعل ما كان يفعله فى سنوات سابقة ، ويقول بعد إنتهاء شهر رمضان كانهناك مبلغ كبير من المال متوفر فى خزينته ، إستطاع أن يشترى منه (قطعة أرض) أخرى وسيارة نقل (بوكس) فهاهى القطعة التى أنفقهافى سبيل تعود إليه بمثلها وزيادة وذلك بفضل الله تعالى الذى أمرنا بأن ننفق فى سبيله على أوجه الخير المعلومة للجميع ،ويضاعف الله لمنيشاء من عباده ، فكم من المرات أدخلنا أيدينا فى جيوبنا وخزائننا وعقولنا لم تستطيع أن تقاوم إغراء الشيطان لنا بأن هذا طريق يوصلكلتصبح فقيرا مثل هؤلاء الذين يحتاجون لمساعدتك فى هذا الوقت.

وصفة الإنفاق والصدقات متجذرة فى بلادنا منذ أن نشأنا وجدنا المجتمع يتعاون ويساعد بعضه بعضا ويجد الفقراء والمساكين رعاية خاصةلايتركوهم لذل السؤال والمسألة والشحدة وإراقة ماء الوجه أمام الناس كما نراه ظاهرا فى وقتنا الحالى، فقد بات من يسأل الناس ويمد يدهإليهم من أكثر المشاهد المحزنة والمحفوظة فى الذاكرة إن لم يكن للجميع فالذين يخرجون من منازلهم لاتغيب عنهم مثل هذه الحالات، تجدهمفى المساجد والأسواق والطرقات ومواقف المواصلات والصيدليات يتكففون الناس أعطوهم أو منعوهم ، صحيح قد يقول قائل أن هؤلاءالمتسولين ليسوا من أهل البلد بمعنى أنهم أجانب يتم تنظيمهم من قبل جهات تريد أن تعبث بعاداتنا وتقاليدنا ووتعمل بقوة على تغير(إعدادات الضبط) الذى كانت عليه فى السابق حتى تستطيع أن تلقى بظلالها وأثرها السالب على المجتمع ، بمعنى أدق أن أى شخصمحتاج أو غير محتاج لايرى عيبا فى أن يمد يده للناس حتى وإن كان شابا جلدا يستطيع أن يكسر الحجر ليأكل من رزقه بالحلال دون أنيكون عالة على مجتمعه يمارس أسوأ الطرق ليجنى منها المال دون تعب أو مجهود كبير ، فتلك مصيبة كبرى أن يلجأ البعض من بنى جلدتناالى ممارسة يعتبرها المجتمع غير أخلاقة ومن يمارسها يكون منبوذا ولايجد الاحترام من الناس

حكايه من حلتنا