في الممنوع
لبنى خيري
رغم إزدحام الساحة السياسية بكثير من المجريات لكن احببت اليوم الخوض في موضوع مختلف وربما لجأت لذلك بسبب بعض ما أراه من حولي من مواقف ترتبط بهذا الامر.
فموضوع النجومية موضوع مهم واخذ مساحة من النقاش خاصة مع انفتاح الميديا وظهور عشرات تحت هذا المسمي اتهم الشارع العام بأنه من صنعهم من فراغ.
فمن من هؤلاء الذين يملأون الاسافير ضجيجا وصراخا قد أحدث فرقا ايجابيا في المجتمع وساهم في تطوره الفكري او الفني السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي حتي نطلق عليه نجما.
عندما ملأت أخبار “شاكوش” المغني المصري الميديا مع اسعار تذاكر خرافية لا يقدر عليها الا ابناء طبقة معينة.
انتظرت لكي اعرف هل مازال هناك بريق أمل في أننا بخير واننا شعب انطبقت عليه في الستينات مقولة القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ رغم انها مقولة ناقصة، لأن الخرطوم تكتب وتطبع وتقرأ.
نعم انتظرت حفل المدعو شاكوش ولم يخذلني الشعب العظيم المثقف الواعي في أكثره حتي في انسانه البسيط ففشل الحفل.
وقارنت بينه وحفل ام كلثوم في الخرطوم في عام 1968 فوجدت البون شاسعا بين مصر ام كلثوم ومصر شاكوش ونجومية وردي وابو داؤود ونجومية بعض مغنيات اليوم المصنوعة بفعل البعض.
اذاً من الذي أحدث فرقا مجتمعيا في السودان وكيف نستطيع ان نقارن بين مذيعة او فنان او مغنية ايا كانت خاوية فكريا.
كل رصيدها نشر صورها المثيرة علي الميديا او الدخول في مهاترات مع الاخرين مع تطبيل آلاف المعجبين الذين لايهمهم الكيف بقدر مايرونه امامهم.
وبين فنان احدث فرقا وحرك مياها ساكنة بفن أصيل في وجدان مستمعيه ولسنوات طوال جعلته نجما بهذا الفارق الإيجابي بعيدا عن زعيق ونعيق بعض الظواهر الذين يطلق عليهم جزافا نجوم الفن.
وإذا عدنا بذاكرتنا قليلا سنري كيف صنعت ليلي المغربي او نائلة العمرابي او آسيا عبدالماجد او بلقيس عوض أو آمال عباس فرقا بعيدا عن وجود ميديا منفتحة بهذه الطريقة.
في مقابل بعض العقول الخاوية إعلاميات يملأن الميديا بصورهن او لايفات لا تخدم المواطن ولا تحدث فرقا إيجابيا في المجتمع.
هل رأينا كيف نجح ابوداؤود وحسن عطية ووردي وام بلينة السنوسي وعشرات من نجوم الفن في ان يكونوا نجوما ما زالت تشع ولا تأفل.
رغم عدم وجود كل هذه الفرص عبر الانفتاح الحادث ولكن للاسف لم يستغلها بعض انصاف المواهب الاستغلال الجيد فاصبحوا مسوخا مشوهين لا نجوما ساطعين.
اما في مجال السياسة فلا يوجد شباك تذاكر بل يوجد فعل علي ارض الواقع يذهب دونه صانعي الفاشلين او المطبلاتية.
هذا الفعل المتمثل في العقلية والخطط التي تدير الدولة او الملف المعني به السياسي او العسكري هي التي تصنع النجم الحقيقي لا المزيف مثل ما هو حادث الان.
اذاً جميعكم يمكن ان تكونوا نجوما في مجالاتكم بالفعل الايجابي والعقلية المتقدة بعيدا عن هرجلة الميديا والمطبلاتية وحارقي البخور.
اصنع فرقا ايجابيا في محيطك تصبح نجما ساطعا.