متابعة (صحوة نيوز)
خلّف رحيل د.عبدالرحمن الزاكي، استشاري جراحة المخ والأعصاب، بالسودان، موجة حزن شديدة، وكشف مقربون، قصصاً إنسانية مؤثرة عن الطبيب الراحل.
اشتهر د.عبدالرحمن الزاكي صالح بكونه طبيباً للفقراء والمعدمين، وشكّل مثالاً ناصعاً لأفراد الجيش الأبيض، الذين يتخذون الطب مهنة إنسانية، ويرفضون جني أموال الغلابة مقابل تطبيب جراحاتهم وتسكين آلامهم، لقد تمتع على الدوام بأخلاق الفرسان كما أظهرت القصص والحكايات بعد رحيله بالخرطوم أول امس الاربعاء
الدكتورة إحسان فقيري تقول إن الدكتور عبدالرحمن كان يبادر بسؤال المريض عن عمله، وعليه يقرر ماذا يفعل. ولا يكتفي بالتنازل عن أجره فقط، بل يسعى بجد لإقناع إدارة المستسفى لتقليل قيمة العملية لأقصى حد ممكن.
وأكدت أن الراحل أجرى عمليات لا تحصى ولا تعد مجاناً دون مقابل، رغم تكلفتها العالية، وأحياناً كان يدفع حتى قيمة أجرة العربة التي تعيد المرضى إلى منازلهم بعد انتهاء فترة العلاج.
وتضيف د.إحسان أن د.عبدالرحمن، كان رمزاً إنسانياً فريداً بالزهد والإيثار، حتى إن أحد أصدقائه المقربين فوجئ بأنه لا يملك حساباً مصرفياً لأزمان طويلة، لأنه كان ذا نزعة اشتراكية تبغض اكتناز الأموال، لقد كان نطاساً بارعاً، يداوي النفوس والأجساد، واشتهر بتواضعه الجم ومجالسته للبسطاء والمستضعفين دون تكلف أو رياء.
وتؤكد د.إحسان أن الراحل واجه ضغوطاً شديدة من نظام الرئيس جعفر نميري (1969-1985) بعد عودته من الاتحاد السوفيتي آنذاك. حتى اضطر للهجرة إلى ليبيا للعمل هناك. كانت لديه أدوار وطنية مشهودة، ضد الأنظمة الديكتاتورية وتأثر بشدة لاستشهاد صديقه القرشي الذي قُتل برصاص الشرطة إبان ثورة أكتوبر 1964 بالسودان، ضد حكم الرئيس إبراهيم عبود (1958-1964).