حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: (يابعيد تعال قريب)

تمضى حياتنا بحلوها ومرها لتزيد من عزمنا لنصيب فيها نجاحات بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ونتزود من فشلنا بخبرات وتجارب تعيننا على أن نسلك سبل النجاح التى نطمح فى تحقيقها ومابين نجاحنا وفشلنا نعيش الحياة والأمل يراودنا فى كل صباح بأن نكون الافضل وهذه من المحفزات التى تدفع الجميع للبحث عن الكسب والتطور والنماء فى مختلف مجالات الحياة فهنا مزارع يصبو الى نجاح محاصيله وهناك راعى يطمح فى زيادة ثروته الحيوانية وإخر يعمل فى أحدى المهن أو الوظائف يجتهد فى زيادة دخله وأصابة بعضا من النجاح والتميز على أقرانه وزملاؤه ، وكل ميسر لما خلق فالتسير من عند الله تعالى فعلينا أن نسعى ونتوكل على الخالق فى حلنا وترحالنا فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان.

وفى دروب الحياة المختلفة نسلك مسالك عديدة منها ما يصل بنا الى نهايات سعيدة ومنها مايصل بنا الى غير ذلك ، لكننا لا نترك اليأس يدخل على قلوبنا ولانقطع أملنا بأن يتحقق ما نخطط له عاجلا أو آجلا ، فسنوات العمر مكتوبة والآجال يعلمها خالق الكون وهو يعلم ونحن لانعلم ، وذاكرة حياتنا بالتأكيد تحفظ آلاف الحكايات وتعيد ترتيبها كل ما جد جديد ففى الأفراح تنشط ذاكرتنا وتعيد ماعلق بها فى مثل هذه اللحظات السعيدة والمفرحة ، وفى الأحزان يحمل شريط الذاكرة ما هو حزين ومبكى وتلك هى حياتنا نتقلب فيها بين السعادة والحزن ، فإن كانت كلها بلون واحد وطعم واحد لبحث الناس عن مايسعدهم فى لحظات حزنهم فطبيعة الإنسان قائمة على الحب والكره والسعادة والحزن فلا يستمر طويلا فى السعادة إلا وداهمه الحزن وكذلك لا يستمر طويلا فى أحزانه إلا وبحث عن مايخفف عنه ثقل ما أصابه من هم .

وحكاية من حلتنا تبحث هنا وهناك عن ما يرضى قارئها ، فالقراء يبحثون عن ماهو جديد ومفيد خاصة فى عصرنا الحالى الذى أصبح فيه القارئ محاط بوسائل عديدة تستخدم أفضل الأساليب الحديثة وأجودها لجذب إنتباهه وكسبه الى جانبها ، وملايين المواقع الإلكترونية منها ماهو مقروء ومنها ماهو مسموع ومنها ماهو مشاهد ومنها مايجمعها كلها ليحظى بمتابعات تعود عليه بالاعلان والاستثمار ،وتحقق له الأفضلية على منافسيه الذين يسعون بجد ومثابرة للتطوير والتجويد بإستمرار ، وتقول الحكاية أن من يبحث عن النجاح والتفوق عليه أن يجتهد ويضع أهدافه أمامه فمئات الشركات والمؤسسات فقدت بريقها وسمعتها عندما تخلت عن التطوير وعكسها برزت أخرى وتقدمت ، فأذواق المستهلكين أصبحت تبحث عن مايرضيها وإن إرتفع سعر السلعة التى يرغب فى إمتلاكها ،عكس ما كان فى سابق السنوات حتى وإن نادى التاجر أو أعلن عن تخفيض فى أسعار منتجاته تجارية كانت أو صناعية أو أى منتج آخر .

وتحضرنى هنا نداءات الباعة فى الأسواق والمتاجر وهم ينادون الزبائن لشراء بعضا من منتجاتهم المعروضة التى تتفاوت أسعارها بين بائع وآخر وتختلف أصنافها بين الجيد والردئ إلا أن ذوق المشترى هو الفيصل فى إكمال عملية الشراء فى الغالب الأعم ، إلا أن قدرة البائع على إقناع المشترى تعتبر جزاءا مهما فى شراء المنتج حيث يبرع البائع فى بيع سلعته للمشتري بطرق مختلفة وأذكر فى سنوات سابقات أحد الباعة يقنع المشترى بلغة بسيطة حتى يكمل عملية شراء مايحتاجه وآخر يقنع المشترى بمحاورة طويلة وآخر يبتسم للزبائن وآخر يفتح لهم دفترا للإستدانة وآخر يقول لف السوق وتعال وآخر يبيع سلعته بالتقسيط وهكذا تتعدد أساليب وفنون الإقناع وهدفها واحد شراء المنتج أو السلعة وهنا ينجح البعض ويفشل آخرين لصعوبة التعامل مع الزبائن لأن رغباتهم وأمزجتهم تتغير بظروف الزمان والمكان ونداءات البائعة فى الأسواق تتعالى لجذب المشترى (ويابعيد تعال قريب وياماشى تعال غاشى)

حكايه من حلتنا