على الطريق
نجلاء صالح
تأثير الكلمة السيئة على الطفل
في أحد الأيام، عندما كان أديسون في الثامنة من عمره، عاد إلى البيت من المدرسة وهو يشعر بالأسف، لأن معلمه كلَّفه بتسليم مذكرة إلى والديه.
قرأتها أمه، نانسي إليوت 1810-1871 ، أمام نظرات ولدها المترقبة بشغف لمعرفة ما تحتويه المذكرة.
سألها قائلاً “ماذا يوجد بها؟” وبدموع في عينيها قرأت نانسي لابنها محتويات تلك الرسالة.
“ابنك عبقري، هذه المدرسة متواضعة جداً بالنسبة له، وليس لدينا معلمون جيدون لتعليمه.. من فضلك، علِّميه في المنزل”.
بعد عدة سنوات، عندما توفيت والدته وجد اديسون المذكرة التي أرسلها المعلم إليها في ذلك اليوم.
لم يكن العثور على المذكرة هو ما فاجأه، بل كان ما قرأه بداخلها.
“ابنكِ مريض عقلياً ولا يمكننا السماح له بالذهاب إلى المدرسة بعد الآن”.
وعرف عن إديسون أنّه كان طفلاً غريب الشخصيّة، كان كثيراً ما يطرحُ ألأسئلةً والاستفسارات.
كما كان يشرد بذهنه بكثرة أيضاً، ويهتمُّ اهتماماً كبيراً بكلّ ما تقع عليه عيناه.
يقول: “أمي التي صنعتني لأنها كانت تحترمني وتثق بي، أشعرتني أنني أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريا من أجلها، وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلني قط”.
هذا الطفل أصبح مخترعاً مرموقاً على مستوى العالم، فهو توماس إديسون “مخترع المصباح”.
بكلمة ايجابية وتصرف حكيم من أم غيرت مسار طفل من الضياع وعدم الثقة بالنفس والاتهام بالاستهتار الي مخترع من اهم المخترعين في العالم.
تربية الطفل وتنشئته نشاة صحيحة متزنة منذ نعومة الاظافر ورعايته واشباعه بالكلمات الايجابيه تخلق نموذج ناجح.
يضيف لنفسه ولاسرته ولمجتمعه ولدولته الكثير من النجاحات والانجازات.
لكن للاسف يتعرض بعض الاطفال من قبل الاباء والامهات للعنف اللفظي الذي يؤثر تاثيرا سلبيا علي تكوين شخصياتهم المستقبلية.
ففي لحظة غضب يتسرع اولياء الامور الي استخدام الالفاظ الجارحة للطفل.
كاتهامه بالغباء او السخريه منه اذا لم يستطع فعل شء ما في المدرسه او البيت.
او تشبيه الاطفال بالحيوانات والاستهتار بشخصية الطفل.
وهناك الكثير من الامثلة السلبية التي تؤدي الي تحطيم شخصية الطفل بل ان يكون عرضة للاكتتاب والعزلة وشعور بعدم الثقة بالنفس.
والانطواء علي الذات وعدم القدرة علي التعامل مع الاخرين لانه يحس بالنقص.
ووفقا لدراسة عن الطفل افادت بان الطفل في سن المراهقه يكون قد استمع الي ستة عشر الف كلمة سيئة من والديه وهنا فقد توازنه وثقته بنفسه.
فلماذا لا نحرص علي انتقاء الكلمات والالفاظ؟ وهنا بعض النصائح.
يجب علي الاباء والامهات واولياء الامور مراعاة ما ينطقون به للاطفال وعدم قهرهم.
والانتباة الي مشاعرهم وعدم تحطيمها وتطوير قاموسهم اللفظي مع كل مرحلة من مراحل العمر وبما يتناسب مع مستواهم الفكري والعقلي والثقافي.
تشجيع الطفل علي تنمية مهاراته وغرس الثقة بالنفس.
تعليم الطفل روح المشاركة والتعاون واحترام حاجات الاخرين دون الاستهزاء او التقليل من شان احد.
مدح ايجابيات الطفل ومن اهم الاشياء التي يتجاهلها الكثرين هو الانصات والاستماع للطفل عندما يريد ان يتحدث.
واستخدام اسلوب الحوار والحرص علي الاهتمام باهتمامات الاطفال واعطاء الطفل مساحه واسعة للتعبير عن رايه.
اجتناب استخدام الكلمات السيئة وعدم المبالاة وعدم الاهتمام بما يقوله.
اننا نريد بناء جيل ناجح متوازن يساهم في رفع وتقدم المجتمع.
قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العظيم.
وقال صلي الله عليه وسلم (الكلمة الطيبة صدقة).
عزيزي القارئ الكلام السئ يؤذي ولو البسته وشاح المزاح والكلمة الطيبة تسلي وتسر ولو كانت مجاملة.
موضوع جميل ويستحق التوقف عنده.، كلنا نقع فريسة للغضب وعدم التحكم في مشاعرنا السلبيه تجاه الابناء في بعض الاحيان. علينا بالفعل التحكم وعدم اطلاق مصطلحات مسيئه تؤثر على نفسياتهم في المستقبل والحوار الايجابي مع وجود اساليب عقاب غير مؤذيه جسديا او نفسيا.