في الممنوع
لبنى خيري
كثيرون ربما توقعوا ان يستغل بعض الساسة والعسكر الثورة ليتسلقوا علي ظهرها لاجل تحقيق مصالح ذاتية او تنفيذ اجندات مدفوعة الثمن لصالح دول معلومة للثوار الحقيقيين.
لكن غير المتوقع ان يمارس بعض الاعلاميين الذين لم ترتفع اصواتهم او ترتقي اقلامهم بنقد نظام الانقاذ او مهاجمة سياساته او حتي معرفة دروب مكانب جهاز الامن في حالات الاستدعاء او القاء القبض بسبب هذا النقد.
اقول غير المتوقع ان يدعي بعض اعلاميي المصلحة دعمهم للثورة ولم تعرف لهم مواقف نضالية في الماضي ثم يتحولون الي باعة في سوق الاعلام متسلقين دماء الشهداء الطاهرة من اجل تنفيذ اجندتهم.
فعندما نري بعض الاعلاميين يمجدون اشخاصا مازالوا متهمين في نظر كثيرين بفض الاعتصام وقتل الثوار يصبح الامر غريبا.
وعندما يحاول البعض الاستفادة ماديا من بعض الجهات باسم الثورة يصبح الامر محبطا.
فمازالت ارواح الشهداء تحوم حولنا منادية بالقصاص ومازالت لجنة اديب محلك سر لاسباب تكشفها الايام مهما طال الزمن.
ورغم ذلك يبيع البعض القضية مثل ذلك الاعلامي الذي ظل يرتمي تحت اقدام سادته الكيزان ليصبح في لحظة في اعلي الدرجات.
بل يمثل السودان في كثير من المحافل وهو لا علاقة له بالابداع ليصبح في سنوات قليلة من اثري الاثرياء ويعود الان للظهور مرة اخري وممارسة نفس الدور القديم.
الموجع حقا ان تباع الثورة من قبل فئات مجتمعية مهمتها دعم الثورة بتقديم النصح والمشورة لمن تولي امر البلاد.
والعمل علي كشف قتلة الثوار وفتح ملفات المفقوين حتي الآن ودعم أسر الشهداء حتي تحقق الثورة ماقامت من اجله.
لكن بدلا من ذلك يتاجر البعض سرا وجهرا بدماء الشباب ويقبضون الثمن ولا يتذكرون ان التاريخ لا يرحم.
وان كل من اغتني في عهد الانقاذ او بعد الثورة مرصود وغدا لناظره قريب.