معروف أن البنيات التحتية للمدن والعواصم الكبرى تمثل أهم لبنات البناء والتنمية والتطور والعمران لأسهامها فى تسهيل حركة الناس والمنتجات والسلع بصورة كبيرة وإختصارها للزمن وتقليل كلفة النقل وهى جوانب تحسب فى الإقتصاد إيجابا، وتعتبر الكبارى والأنفاق هى من أهم البنيات التحتية التى نعنيها وإضافة الى فوائدها الاقتصادية
فهى تعتبر معالم سياحية وأثرية وجمالية رائعة تجذب إليها أعين الناس خاصة السياح وتدهشهم بتصاميمها الهندسية والفنية التى تراعى فيها جوانب إنسياب حركة المرور والإنارة ومخارج الطوارئ وغيرها من الفنون الهندسية التى تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة، هى إبداعات هندسية تهدف الى الوصول للجانب الآخر بأقل تكلفة وأقل زمن وجهد بمعنى أنها خدمية فى مقامها الأول والجيوش تستخدم الكبارى المتحركة والعائمة لتوصيل عدتها وعتادها فى حال الحروب وتعذر الوصول بالطرق البرية.
وفى بلادنا السودان تشتهر عدة كبارى خاصة فى الخرطوم العاصمة أولها كبرى الحديد على النيل الأبيض الرابط بين الخرطوم العاصمة ومدينة وأم درمان وكذلك كبرى الحديد على النيل الأزرق وهو يربط بين الخرطوم ومدينة بحرى ويتميز على كبرى النيل الأبيض بوجود خط السكة حديد وعبور للمشاة وبطول أقل لضيق مجرى النيل الأزرق بمعنى أن عبوره لأصحاب المركبات لايستغرق أكثر من دقيقتين، وتجد نفسك بالجانب الآخر وأكثر ما يميزهما حاليا منعت السيارات الكبيرة من عبورهما للأحمال الكبيرة التى تأثر على جسم الكبرى لتقادم سنوات خدمتهما رغما عن الصيانات التى أجريت مؤخرا ، وهناك كبرى كوبر أو القوات المسلحة وكبرى شمبات وهما أحدث من سابقيهما وميزتهما أنهما شيدا لإستيعاب زيادة حركة السيارات والتخفيف على كبريئ الحديد.
وعبارة الكبرى فتح مرة بذاكرة حكاية من حلتنا فهى كانت متداولة فى سنوات سابقة عندما كانت السلطات تمنع دخول البصات والسيارات الكبيرة من المرور من والى العاصمة فى ساعات الذروة كما كانت تسمى وهى فى الصباح عند زيادة حركة المرور الداخلة للعاصمة فتمنع من المرور صباحا وتمنع من الدخول مساءا عندما تزداد حركة المرور الخارجة من العاصمة ، وهى فكرة هدفها إنسياب الحركة بسهولة رأفة بمستخدمى الطريق الذين تختلف ظروفهم فمنهم المريض ومنهم المسافر وتتعدد أسباب عبورهم للكبارى ، ولكنها عادت نهاية يوم الخميس للذاكرة خاصة عندما تعطلت حركة السير بين الخرطوم وأم درمان لساعات طويلة بسبب كبرى الحديد وكبرى الفتيحاب.
ويعتبر كبرى الفتيحاب الذى إنشأ فى التسعينات من القرن الماضى ليكون معبرا يساهم فى تسهيل حركة المرور بين مناطق جنوب أم درمان والعاصمة وكانت فكرة هندسية صائبة وأصبح أحد أهم معالم العاصمة لطوله بسبب إنشاؤه فوق مجرى النيل الأبيض الذى يعرف بإتساع عرضه وكذلك وجود نفقين بالخرطوم وأم درمان لتسهيل حركة المرور الخارجة منه والداخلة إليه ، وكما قلت فإن الكبرى فتح كانت مساء أمس الخميس عبارة ينتظر الناس سماعها حتى يستطيعوا أن يعبروا الكبارى ليصلوا الى أهلهم بسلام لكن إنتظارهم طال وإمضوا زمنا ثمينا فى الإنتظار دون طال ، فقط أصبح الصبر زادهم الوحيد أو تحديد وجهة أخرى تذهب إليها أو تستخدم المقولة المحفوظة خ ١١ وتتوكل مشيا على الأقدام للوصول إلى الجهة التى يريدها وذلك بعد معاناة لا يتحملها الكثير من الناس خاصة المرضى وكبار السن والأطفال ، وأهل الرياضة يتداولون عبارة (فتح كبرى) فى حال هزيمة فريق بأهداف كبيرة ليتفوق الفريق المنتصر على خصمه الآخر ، عموما يظل من يعبرون الكبارى فى صراع دائم مع تعطل حركة المرور فى حال قفل الكبارى أو وقوع حادث حركة تعجز السلطات فى بعض الأوقات من فك إختناقه إلا بعد ساعات طويلة، ولا نملك إلا نقول الله يصبركم ياناس الكبارى (والكبرى فتح دور يازول).