اهلا رمضان (9) يكتبها : آدم تبن

رمضان باقى ليهو كم يوم يا أبوى ؟ أغلب الآباء الرجال والنساء مروا بهذا السؤال الذى يسأله أبنائهم الصغار ، فشهر رمضان يمنحهم طاقة إيجابية فى الفرح بقدومه كأنهم يعرفون سرا من أسراره العظيمة أو نفحة من النفحات العظيمة التى يحققها هذا الشهر الفضيل للصائمين ففيه يجتمع الناس لصلاة العشاء والتراويح وفيه يستيقظ الناس لتناول السحور وفيه تخرج الموائد الرمضانية لخارج المنازل وتعج الطرقات بالإفطارات الرمضانية والتى لها مسمى رائع يستخدمه أهل الأرياف لمن يجتمعون سويا فى مكان معلوم فى وقت الإفطار فيسمونه ب(الضراء) يجتمعون بما عندهم من الإفطار فالغنى والفقير يجلسان بجوار بعض وهذا يأكل من طعام ذلك دون تعالى أو تكبر أو إستصغار ، فالغنى لم يكتسب المال بقوة منطقه وحجته ، وكذلك لم يختار أن يصبح فقيرا بطوعه وإختياره ، والله هو من يقدر للعباد أحوالهم التى يعيشونها ويغيرها بين لحظة وأخرى فالله هو الغنى ونحن الفقراء إليه.

وصيحات ألأطفال وفرحهم بحلول شهر النفحات رمضان يعرفها من عاش بينهم فعند ثبوت
رؤية هلال شهر رمضان ليلا ، وتجد الأطفال يطلون على الشوارع فرحين بما بشروا به بأن يوم غد هو اليوم من رمضان وسيكون الصوم منذ الإمساك قبل صلاة الفجر حتى غروب الشمس ليجلسوا مع آبائهم فى تلك الجلسة خارج المنزل وهم ينظرون هنا وهناك للقادمين من الصائمين وهم يحملون طعامهم على أكتافهم فى تلك الصواني ناصعة البياض ، والتى يطلق عليها المجتمع إسم (صينية رمضان) ويالجمالها فى تمتلأ بأصناف الطعام والشراب الذى يصنع بعضها منها مخصصا لشهر رمضان ومن أفضلها للصائم (الآبرى) بمسماه المحلى و(الحلو مر) بإسم يميزه على غيره من الأشربة والآبرى يساعد فى تقليل الشعور بالعطش وهو صناعة تقوم بها النساء إستعدادا لرمضان ويحفظ جافا فى أكياس بلاستيكية أو داخل حلة كبيرة داخل المطبخ .

ويواصل الأطفال فى التمسك ببعض الألعاب التى إرتبطت بليل رمضان ، وليل رمضان يطول فى فصل الشتاء ويتساوى مع النهار فى فصل الصيف كمثل حال شهر رمضان الحالى ، فنهاره وليله متعادلان فى الوقت إلا فرق فى بعض الدقائق التى لاتزيد عن العشر ، وألعاب الأطفال تنشط تجارتها عند دخول شهر رمضان وتستمر الى بداية أيام عيد الفطر المبارك ، وهى أيام العيد الصغير التى لها فى قلوب الأطفال فرحا وشوقا الى لبس الجديد و(كسوة العيد) لها وقع خاص فى نفوسهم يفرحون بها أيما فرح كأنهم لم يلبسوا قبلها جديدا، والعيد يعتبر فرصة وسانحة عظيمة للأطفال للضغط على أسرهم لتلبية طلباتهم الملحة والعاجلة ، وكذلك فرحتهم تزداد عند الخروج مع الكبار الى صلاة العيد ومصلى العيد وتكبيراته المشهورة ، حيث تمثل للأطفال واقعا جديدا يعيشون لحظته بكل إهتمام وعيد بأى حال عدت ياعيد أم لأمر فيك تجديد ، وتجديد العيد يسعد الأطفال ويدخل عليهم سرورا لا مثيل له ، وربى لاتحرم بيت من الأطفال.
*وأهلا يارمضان*

ادماهلاتبنرمضان