أهلا رمضان(10) يكتبها :ادم تبن

وهاهو شهرنا الكريم شهر رمضان يمضى سريعا فقد مرت العشر الأوائل منه مسرعة كالسهم الذى يخرج من قوسه ليصيب هدفه بدقة وإتقان ، فمن صامها فقد وجد فيها حلاوة الصوم وخيراته المتعددة ، (فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه) كما ثبت فى الحديث الشريف ، والصيام فى لغة العرب أن تصوم من مايأكل ومايشرب إلا أن تعريف الفقه له يختلف فقد عرفه الفقهاء بأنه الإمساك عن شهوتئ البطن والفرج من الفجر إلى غروب الشمس ، وهكذا يكون الصيام الذى يأجر صاحبه ، وكما قلنا فإن جزاء الصوم عند الله تعالى ، فلانترك للشيطان والنفس وأصدقاء السوء فرصة ينالون بها من صيامنا ويفسدونه علينا فقديما قيل (عن المرء لاتسأل وسل عن قرينه فإن القرين بالمقارن يقتدي) وقرناء السوء أصبحوا فى زماننا كثر ومنتشرون فى كل زمان ومكان يتصيدون الأصدقاء ليزينوا لهم الباطل حتى يرونه حسنا فيقدمون على إرتكاب المعاصي والآثام خاصة فى نهار شهر رمضان حيث تتضاعف فيه سيئات من يرتكب المعصية ، فلا نترك لهؤلاء سبيلا يفسدون به صومنا .

 

وعلى ذكر قرناء السوء من الأصدقاء فإن هناك بعضا من شبابنا يستحقون أن نشير إليهم ونقول أنهم يسارعون فى الخيرات وأعمال الخير خاصة فى رمضان ، فقلوبهم معلقة بخدمة الصائمين دون جزاء أو شكر ، فتجدهم يتقدمون على رصفائهم فى المساجد يواظبون على صلاة الجماعة والتراويح ، وخدمة الصائمين على موائد الأفطار خاصة فى الإفطارات الجماعية والتى فى الطرقات وإيقاظ الناس للسحور لايألون جهدا فى المتابعة اليومية والتنبيه لوقت السحور ، وتجد بعضا منهم فى تواصل دائم مع أسرهم وأصدقائهم وزملائهم طيلة أيام رمضان ، لا يتعللون بالظروف الماثلة أمامنا ، فكل عقبة مستعصية يطوعونها ويجدون لها حل مناسب يتجاوزوها بسهولة ويسر بفضل الله تعالى أولا ومن ثم قدرتهم العالية على التفكير الإبداعى (خارج الصندوق) كما يطلق عليه خبراء التنمية البشرية وهذا التفكير نحتاجه فى إدارة شأننا فى جميع مناحى الحياة فى المنزل والعمل والعلاقات الإجتماعية والخارجية.

 

ونذكر شبابنا أن شهر رمضان هو فرصة عظيمة وفقنا الله فى أن نكون شهودا على صيام هذه العشرة الأولى منه ، ونطلع أن نوفق فى بقية الأيام القادمة ، فهى أياما معدودة علينا أن نستفيد من الدروس والعبر التى تسمو بها نفوسنا الى عظائم الأمور ونترك صغائرها التى لا تعنينا فى شئ ، فمن أدرك رمضان فعليه أن يتطلع الى الفوز بالجنة والعتق من النار وأن يوفق فى قيام ليلة القدر التى أجرها خير من ألف شهر وهى تعادل ثلاثة وثمانون عاما وأربعة أشهر ، وهى بالطبع تحتاج الى إجتهاد وشد المئزر كما كان يفعل الرسول صلوات ربى وسلامه عليه فى العشر الأواخر من رمضان ، والشباب هم أمل الأمة وقلبها الذى ينبض ويتدفق عملا ونشاطا مثمرا فى مختلف جوانب الحياة خدمة لمجتمعهم الذى يعول عليهم كثيرا فى تقدمه وتطويره فلا يمكن أن تتقدم أمة من الأمم وشبابها ينامون نهارهم ويسهرون ليلهم فى اللعب واللهو فى رمضان إلا القليل منهم ، فالشباب فترة قصيرة تنقضى من العمر مثلها مثل الطفولة وتبقى ذكرياتها جزءا لاينفصل عن الحياة.
*وأهلا يارمضان*

ادم ابن