اأهلا رمضان(15) يكتبها : آدم تبن

164

وفوائد وفضائل عديدة يحققها شهر رمضان المبارك لفئة وقطاع كبير من قطاعات المجتمع فى بلادنا ، ويعد عندهم الشهر المعظم موسما للربح ينتظرون قدومه بإستعدادات متواصلة تحقق لهم مايخططوا له فى التوسع فى أعمالهم لتحسين مستوى دخلهم ومعاشهم ، ومنافسة زملائهم فى مهنتهم التى يمتهنوها ويعلموا على تطويرها وتجويد خدماتهم التى يقدمونها لزبائنهم للمحافظة عليهم وكسب زبائن جدد ، فهم فى واقع مختلف حيث أصبحت المهن تنشأ وتختفي وفقا لرغبات الزبائن والعملاء ، وليس هناك مجال للصدفة والحظ ، فإنما قواعد علمية وخبرات متراكمة تكتسب للتجويد بشكل أفضل للخدمات المختلفة ، وتغيرت حتى أفكار البيع والشراء فلم يعد لحمل الأموال فى الحقائب والجيوب حاجة كبيرة فى ظهرت فى كل مجال أفكار تطويرية تتجدد فى كل لحظة ، ومن يريد المنافسة فعليه التفكير خارج صندوق التقليد المحاكاة التى إنتشرت فى كثير من المهن التى يحتاجها المجتمع .

وهنا أقول أن مهنة مثل مهنة التجارة يستفيد منها ممتهنوها بشكل واضح فهى مهنة تحتاج الى رأس المال المادى والبشرى وصدق التعامل والعلاقات الواسعة ، وعندما يقترب شهر رمضان رويدا رويدا ، يسعى أصحاب المحال التجارية الى شراء كميات كبيرة من السلع والبضائع التى يكون إستهلاكها كبيرا خلال رمضان ، وتنشط حركة النقل من المصانع الى المخازن وبين المدن الكبرى ، وتشهد المخازن التجارية حركة مستمرة لعربات النقل ويبدأ موسم يستفيد منه قطاع واسع من عمال الشحن والتفريغ وهم فئة مهمة فى إنجاح التخزين والشحن والتفريغ ، ويطلق عليهم الناس إسم (العتاله) بفتح العين والتاء ، ومهنتهم تسمى العتالة بكسر العين وفتح التاء، وهم أصحاب إجساد قوية لهم قدرة على حمل الأثقال والبضائع والسلع التى تزيد أوزانها عن الخمسين كيلو جرام وتصل الى المائة كيلو جرام ، يحملونها على ظهورهم وكأنها حمل خفيف ، فعندما تراهم لاتملك إلا أن تقول ماشاء الله تبارك الله وتدعوا الله أن يحفظهم ويحفظ لهم قوتهم التى وهبها لهم .

وهذه الفئة من الناس لها عالم خاص بها ، ولهم طرق مختلفة فى طريقة حمل البضائع والسلع ، يكتسبون خبرتها من خلال تجاربهم اليومية فى أعمال الشحن والتفريغ ، يتدربون عمليا على مهارات معينة تساعدهم فى إنجاز أعمالهم على وجه الدقة والسرعة والإتقان والإبداع ، ولهم لغتهم التى يتعاملون بها وكذلك لهم أهازيج وأغاني لزيادة حماسهم وشحذ همهم يرددونها أثناء أعمالهم لتعينهم على إكمال مهمتهم فى وقت وجيز ، وحتى طعامهم مختلف وإن بدأ لمن يراه طعاما عاديا، وحتى لبس العمل يختارون أقمشة ذات ألوان معينة تلائم أماكن وأجواء عملهم ، وهذه المهنة، رغما عن دخول التطور التكنلوجي عليها بإدخال الآليات والرافعات الثقيلة التى تحمل آلاف الأطنان فى لحظة واحدة وتعمل الآلة الواحدة عمل العشرات منهم ، إلا أن العتاله فى مقاومة مستمرة لهذا التطور المتسارع الذى يهدد مهنتهم ويسعى الى قبرها وجعلها نسيا منسيا، فهل ياترى سيختفى إسم (العتالى) من قاموسنا الشعبى أم يظل موجودا بيننا؟.
*وأهلا يارمضان*

Comments are closed.