عبود عبدالرحيم يكتب: أيام وليالي في (أم الدنيا)

195

بعد 11 شهراً من إندلاع الحرب في السودان، تنقلت خلالها بين 6 مدن ومواقع اقامة مؤقتة في العاصمة والولايات، بمساعدات مقدرة من أهل وأصدقاء وأعزاء بالداخل والخارج، وصلت القاهرة صباح اول يوم في شهر الصيام والناس نيام، احتضنني شقيقي الاصغر المقيم هنا مع عائلته بكل مشاعر الحب الذي تعودناه منه ويغمرنا به، وأسعدني جدا ان شقيقي “عمده” خلال سنوات قليلة كسب صداقة وتقدير الاشقاء المصريين وسط سكان منطقته بالقاهرة.

فتحت “مصر، أم الدنيا، الكنانة، المحروسة، بلد الأولياء، مرقد الصالحين، قاهرة المعز” بوابات العبور البري وصالات الوصول الجوي لاستقبال ملايين السودانيين الذين فروا من الحرب يطلبون الأمن والاستقرار والعلاج ودراسة الابناء، وكثير من السودانيين لم يشعروا انهم في بلد غريب، وأصبحت عبارة “ابن النيل” هي السائدة في كل مكان من شوارع القاهرة، ورغم ان السودانيين توزعوا في عدد من المدن المصرية إلا ان الاغلبية العظمى منهم اتخذوا مساكنهم في منطقة “فيصل”، ولا اعرف السبباً في ذلك، لكن الشاهد انني كنت في مشوار برفقة سائق تاكسي من الاشقاء المصريين، قال لي وهو يواسيني ان السودان سيعود افضل مما كان، ولكن شايف غيرتو العاصمة، قلت له فعلا العاصمة المؤقتة انتقلت الى بورتسودان، رد سريعا بالقول،، لا ياحاج عاصمتكم الدائمة اصبحت “فيصل” !!.

لم أتفاجأ كثيرا وانا التقى هنا العدد الكبير من زملاء مهنة الصحافة والاعلام الذين وصلوا القاهرة، لأن مصر بلد الاعلام والعلم والثقافة والفنون، لذلك كان طبيعيا ان تكون مصر هي الخيار الاول لوجهة معظم الاعلاميين، التقينا في افطارات وليالي رمضان بضيافة مائدة “مؤسسة الجودة التعليمية الخاصة” وهي تستضيف اعضاء أشهر قروب واتساب سوداني “الجمهورية الرابعة” الذي يضم كل الوان الطيف السياسي والعسكري والدبلوماسي والمجتمعي والاعلامي والفني والرياضي، نجح في جمعهم المؤسس الزميل الصحفي الشامل محمد جمال قندول، ثم التقينا على مائدة رئيس نادي الهلال “هشام السوباط”، واخيرا كان افطار اتحاد الصحفيين بشراكة مع “بدر للطيران”، وبسبب إلتهابات تقلب الأجواء، اعتذرت عن افطاري السفارة ورئيس نادي المريخ “عمر النمير”، لهم جميعا التحية ودعوات التوفيق.

ساعود ان شاء الله لتدوين مشاهداتي في ام الدنيا، ولكني اتقدم بالتحية والشكر وعميق المحبة لجمهورية مصر الشقيقة، قيادة وشعباً واعلاماً..
ويبقى الختام دائما هو الدعاء لرب العالمين ان يتقبل الشهداء ويشفي الجرحى وان يدحر المليشيا وينصر قواتنا المسلحة والمخابرات والمقاومة الشعبية، وان يعيد الامن والامان والاستقرار لبلادنا الحبيبة.

Comments are closed.