لا تراجع ولا تنازل.. الاستسلام أو الحسم

194

من جهة أخرى: عبود عبدالرحيم
خلال يومين فقط انهارت خطط حلفاء الدعم السريع في استهداف القوات المسلحة والتأثير على معنوياتها بتوجيه السهام عبر الكلمات المسمومة نحو قائد الجيش الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ورمز معركة الكرامة.

وان كانت سهام الالة الاعلامية للتمرد وحليفه السياسي قصدت البرهان في شخصه، فهي تستهدف التأثير على معنويات الضباط والجنود في الجيش وهم يسطرون ملاحم البطولات في التصدي لأكبر عدوان اكدت كل الشواهد انه مسنود من الامارات ومرتزقة دول الجوار تشاد وافريقيا الوسطى ومالي والنيجر.

وقد انهارت تلك الخطط من خلال الوعي الاعلامي المؤمن بقضية الوطن بلا تردد، والمقدر لتضحيات الجيش وبذل الارواح من اجل الكرامة، والمتابع جهد القيادة في ادارة المعركة بخبرات عالية وثقة كبيرة في الجيش والوطن .

وجود البرهان امس في عرين الأبطال، عزز ثقة ضباط وافراد القوات المسلحة، واكمل القائد مشهد معركة الكرامة من خلال الإلتحام بالقوات في قاعدة وادي سيدنا العسكرية، ومن وسط قواته بعث القائد البرهان برسائل اطلقها في كبسولات قوية ملتهبة ذات عبارات ترفع من هامات المقاتلين من الجيش واحتياطي الاستنفار، وبدد البرهان في لحظات كل خطط التمرد في استخدام (منبر جدة) وسيلة للتشكيك في القيادة.

(لا تراجع ولا تنازلات للجيش في مفاوضات جدة) هكذا اعلنها البرهان، عبارات داوية ألهبت حماس القوات واعادت الثقة للمواطنين الذين كادت الظنون تعصف بهم بسبب التداول الاعلامي المصنوع من اعوان المليشيا، وأكدها البرهان بعدم توقف معركة الكرامة حتى رضوخ التمرد للسلام والاستسلام او مواصلة العمليات للحسم العسكري.

تاريخ القوات المسلحة السودانية الذي سطره في صفحاته الزاخرة بالمواقف التي عرفها المجتمع الاقليمي والدولي، هذا التاريخ يؤكد ان الجيش السوداني لم ينكسر يوما (لا حربا ولا سلما)، وظل متماسكا مع قياداته في الميدان ومتناسقا في مواقفه مع غرفة القيادة خلال اي مفاوضات.
بالامس كان خطاب البرهان في قاعدة وادي سيدنا العسكرية صخرة تحطمت عليها كل محاولات اضعاف الجيش بالتشكيك في مواقف القيادة، وتبددت تآمر شخصيات سياسية مشكوك في انتمائها الوطني، ظلت توجه سهام نقدها لقيادة الجيش.

مهما كان من ملاحظات على الأداء السياسي والتنفيذي في إدارة البلاد، فان المعركة الآن في ميدان الكرامة والعزة، وتتأجل كل القضايا الاخرى الى مابعد الحسم وانتصار الارادة الوطنية التي يقودها الجيش بقيادة البرهان وبالتعاون مع طاقم استشاري يتمتع بالخبرة الميدانية والثقة في النفس، ويبقى التأكيد ان الجيش جيش السودان والبرهان برمزيته وحنكته العسكرية قائد جيش السودان.

Comments are closed.