أهلا رمضان(16)يكتبها : آدم تبن

31

وتمضى مسيرة شهرنا الفضيل (شهر رمضان) مسرعة الخطى لإكمال أيامه المعدوات التى نزلت قرآنا يتلى آناء الليل وأطراف النهار (أياما معدودات) فإن إنتصرت فيها على شهوتى البطن والفرج وأمسكت عنهما من الفجر إلى مغرب الشمس تكون بذلك خطوت خطوات إيمانية لإخلاص العبودية لله تعالى ، وأنت المخلوق للعبادة كما قال الله تعالى :(وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) اللهم أجعلنا منهم نعبدك كأننا نراك فإن لم نراك فإنك ترانا وتعلم ماتخفيه صدورنا ، إن كان خيرا فثبتنا عليه وأجزنا خير الجزاء ، وإن كان شرا فردنا إليك ردا جميلا وتب علينا فإنك أنت التواب الرحيم ، وشهر كهذا علينا أن لاندع أيامه تتفرق من بيننا سدا ، ففى أيام دهرنا نفحات وهاهى نفحات رمضان تحيط بنا من كل جانب ، فكم من المرات تراخينا وكسلنا وزهدنا فى إستثمارها وإستغلالها؟ بالطبع الإجابة ستكون محزنة ومخيفة بأننا فرطنا فى حسنات كثيرة كانت تقترب منا ونحن نردها بأيدينا ألا حاجة لنا فيك ونسينا قول الله تعالى: (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره).

وهنا فى شهر رمضان فئة تحتاج أن نتحدث عن أعمالها قليلا ، فهم قد إختصهم الله تعالى بحمل رسالة الرسول والدعوة إليها وتبشير المجتمعات بالجنة الى وعد الله بها (عباده المتقين) وتحذيرهم من النار التى (أعدت للكافرين) وحولهما يدندنوا فى المساجد والمراكز والخلاوى والأسواق ووسائل الإعلام التقليدية والحديثة والمنابر والدروس والندوات تشهد على حسن آدائهم ، لايألون جهدا فى القيام بالدعوة الى الله فى كل وقت وحين، لايتعللون بضعف الرواتب والإمكانيات وعدم توفر الوسائل المعينة على ذلك، فقط همهم أنهم (الى الله راغبون)، فهؤلاء أهل الدعوة والإرشاد لايمل الناس سماع خطبهم وأحاديثهم التى تدعو الى فضائل الأعمال الصالحة ، لغتهم يفهمها الصغير قبل الكبير لاحشو فى كلماتها ولا ركاكة ولا إسفاف ، يتواضعون فى مسكنهم وملبسهم ومأكلهم ومشربهم يعيشون مع مجتمعهم يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه ، لاهم لهم سوى أن تكون الدعوة متقدمة الصفوف، يدعون الناس الى دين الله بالحسنى لا إفراط ولاتفريط ينتهجون منهج سيد الخلق سيدنا محمد صلوات ربى وسلامه عليه فى الدعوة الى الله تعالى .

وتشهد أيام وليالى شهر رمضان الفضيل حراكا ونشاطا دعويا مكثفا فى المساجد بعد الصلوات حيث يجتمع الصائمون لأداء الصلوات ، فهو وقت يجد فيه الدعاة والعلماء فرصة ذهبية للدعوة الى الله تعالى ، يعلمون الناس فقه الصيام ويذكرونهم بأعمال الخير والبر والصدقات والأنفاق وأجرها فى شهر رمضان ، وهو موسم دعوى يحتاجه الناس للإستفادة من وجودهم فى داخل هذه البقاع الطاهرة ، حيث يمضون فيها وقتا طويلا خاصة بين صلاتئ الظهر والعصر والعشاء والتراويح ، وللدعاة إحتياجات مثلهم مثل بقية الناس إن كانوا يعملون فى الوظيفة العامة أو متطوعين ، فهم يحتاجون الى وقفة المجتمع معهم وتفقد أحوالهم ومعرفة واقعهم الذين يعيشون فيه ، وهؤلاء الدعاة أناس أنقياء ولانزكيهم على الله، يمنعهم التعفف من سؤال الناس أو طلب المساعدة وإن كانوا يحتاجونها ، وبالتأكيد هناك من يقف معهم ويقدم لهم يد العون فى حدود مقدرته وظروفه المادية ، لكن نطمع أن تكون لهم رواتب مجزية من الدولة أو توفر لهم مصادر دخل ثابتة تعينهم على معاش أسرهم التى تحتاج كذلك الى توفير تكلفة التعليم والصحة والإحتياجات الأخرى، فهل من مجيب؟
*وأهلا يارمضان*

Comments are closed.