أهلا رمضان(21) يكتبها : آدم تبن

51

وكانت ليلة البارحة من شهر رمضان المبارك للعام 1444 هجريه غرة الليالى الرمضانية التى ترك فيها الصائمون متاع الدنيا وأقبلوا على الآخرة وجدوا وإجتهدوا ليكونوا من القائمين بالليل الصائمين بالنهار ، لينالوا الأجور التى وعد الله تعالى بها الصائمين الذين يخلصون العبادة لله تعالى الذى جاء بهم الى هذه الدنيا ليعبوده وحده لاشريك له كما جاء فى قوله تعالى:(وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فمن نفحات وتجليات الشهر الفضيل أن قيام الليل والتهجد تعود أكثر قوة ويمضى البعض من الناس إليها تحملهم الأشواق الروحية لينالوا من رحمة الله تعالى ويكونوا من الذين تعتق رقابهم من النار وما أجمل أن يبعدك الله تعالى من النار وأى نار هى (قل نار جهنم أشد حرا ) نسأل الله تعالى أن يعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا والمسلمين جمعيا من النار .

 

وتستعيد المساجد ألقها وبهائها وروحاتنا وتعود إليها روح الجماعة المسلمة فى شهر رمضان فى تعاون وتكافل وصبر على العبادة والصلوات المكتوبة وذكر الله وتلاوة كتابه الكريم ، وكم من سائل يسأل الناس بعد الصلاة إلا وإنهالت عليه الصدقات والعطايا كما لم تنهال على أحد قبله ، لايسألونه عن أسباب سؤال الناس بل يقفون بجانبه تطبيقا للحديث النبوى الشريف الذى جاء تجسيدا لحالة المسلمين فى التعاون والتراحم وتحقيقا لتقارب أهل الإسلام بالقول والفعل حيث يقول رسولنا الكريم صلوات ربى وسلامه عليه :(مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ، ويأتى رمضان ليعلم الصائمين الصبر على تحمل تبعات الصوم من الجوع والعطش وحرمان النفس من ملذات الدنيا وزينتها وزخرفها الفانى وبريقها ولمعانها الذى يخلب الألباب ويجعل الكثير من الناس يعبدونها ويعمرونها ويتركون ما خلقوا من أجله وراء ظهورهم وياحسرة من فرط فى آخرته .

 

ورمضان شهر فيه من التجليات والرحمات التى لاندركها إلا بعد أن يودعنا فى آخر يوم من أيامه ، تاركا لنا هذه الملذات مكشوفة دون غطاء ، وكم من الملذات سترها رمضان من أعين الناس وأبتعدوا عنها صونا لحرمة الشهر الفضيل ، وإخلاصا لله تعالى الذى جعل الصوم عبادة يجازي بها الصائمين لوحده كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به) ومن رحمات هذا الشهر الكريم أن العيون والقلوب والآذان تجد فيه متسعا لترى وتستمع للقرآن الكريم بعد طول هجر لكتاب الله الكريم ، دون عذر مقنع فهى مشاغل دنيوية تشغل الناس عنه ويبتعدوا عنه كليا أو جزئيا ، ويأتى رمضان ليعيد لتلك القلوب الطمأنينة المفقودة (إلا بذكر الله تطمئن القلوب) وتلك من نعم الله علينا أن جعل ذكره جل وعلا طمأنينة وراحة للقلوب التى تتقلب بين الطاعة والمعصية ، ومن سعد من الناس من جعل لذكر الله متسعا فى يومه وليله ، فقد لايدركنا رمضان آخر ، فهذه سانحة لا نتركها تمر كمرور سابقاتها .

*وأهلا يارمضان*

Comments are closed.