أهلا رمضان(22) يكتبها : آدم تبن

52

وهاهى العشرة الأواخر من شهر رمضان المعظم تتسلل من أيدينا يوما بيوم ، كنا نقول كم تبقى لرمضان واليوم نقول كم بقى من رمضان ، وياله من شهر عظيم نحسب أيامه حسابا دقيقا لا خطأ فيها ولامجاملة ، ونعرف أن للصائم فرحتان فرحة عند فطرة وفرحة عند لقاء ربه ، وشهر بهذا الصفات الكثيرة ، يستحق أن نهتم بأيامه ولياليه نصومها كما أمرنا الله تعالى بذلك ، نعمر لياليها بطيب الأعمال وصالحها ونخلص فيها لله تعالى ، ف(إن الله لاينظر الى صوركم ولا لإجسادكم ولكن ينظر إلى القلوب التى فى الصدور) وأعمال العبد معلقة بالإخلاص الذى لايعلمه إلا الله تعالى (وهو علام الغيوب) (ويعلم ماتسرون وماتعلنون) (ويعلم السر وأخفى) ويجب علينا أن نجعل من شهر رمضان محطة نحمل منها ما ينفعنا فى ديننا ودنيانا ، فمن منا لايريد سعادة الدارين؟ فاليوم عمل وغدا حساب وعندها لاينفعنا شئ كما جاء فى سورة المؤمنون(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون* لعلى أعمل صالحا فيما تركت) فيأتى الجواب صعبا وقاطعا لا أمل فى العودة الى الوراء (كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون) .

وأقول أن شهر رمضان لاتزال خيراته تتنزل علينا ليل نهار لم يمضى وقت إفطار وهناك من لم يفطر أو لم يجد مكانا يفطر فيه ، ولم يمر يوما إلا والأرزاق تحيط بالناس كإحاطة السوار بالمعصم (وما من دابة إلا على الله رزقها ) ولم يمر نهار إلا وعدد لا نستطيع أن نحصيه قد وفق فى قرآءة ما تيسر من القرآن الكريم ، ولم يمر يوما إلا صلة الأرحام لها نصيب كبير ، ولم تمر ليلة إلا وهناك قائما يصلى لله تعالى يحذر الآخرة ويسأل الله تعالى العتق من النار ولسان حاله يردد (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنى) ، وكم من طالب للعفو يبحث عن من ظلمه ليقول له عفوت عنه وأنتظر أجرى من الله تعالى رافعا يديه الى السماء يقول يارب أكتبنى من عبادك الذين قلت عنهم (والعافين عن الناس) وهم أناس يمشون بيننا يتنازلون عن صغائر الأمور لايجد بعضا من شياطين الإنس والجن لهم طريقا ليصلوا إليهم ويصوروا لهم أن العفو ضعف وجبن وتنازل عن الحقوق.

وعندما ينقضى شهر رمضان الفضيل فهناك من يصاب بالحسرة والندم على ضعفه أمام مغريات الدنيا التى توقع الكثير من الناس فى المهالك وعندها لاينفع الندم ولا الحسرة على مافرط فى الأعمال الصالحات التى زهد عنها تاركا الكثير من الخيرات والنعيم الذى تنتظره عند الله تعالى (وماعند الله خير وأبقى) فكلنا نبحث ونسعى لما عند الله تعالى فهو رب العباد الذى لاينفعه ولايضره كثير من أعمالنا أو قليلا منها فهو الذى يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء فإن شاء غفر لنا وإن شاء عذبنا ، ومابين غفران الله تعالى وعذابه فعلينا أن نقف مع أنفسنا ونحاسبها على كل خطأ إو معصية إرتكبتها، ونعيدها الى جادة الطريق الذى يظل سالكا لكل من أراد أن يسلكه ، والنفس كالرضيع يشب على حب الرضاعة فإن فطمته ينفطم ، ولا يجود إنسان لا يخطئ فكلنا خطاء وخير الخطائون التوابون ، وأواخر رمضان تحتاج الى مضاعفة الأعمال الصالحة التى تقربنا الى الله زلفى .
*وأهلا يارمضان*

Comments are closed.