تفاصيل صراع خفي بين فناني السودان ونجوم السوشيال ميديا

78

متابعة:( صحوة نيوز)

ففي خلال الفترة الماضية، ساد اعتقاد بأن الدراما السودانية في رمضان غذّت بوادر صراع خفي بين الممثلين المحترفين أي خريجي المؤسسات الأكاديمية المعنية بالفنون والدراما بالسودان من جهة، وصانعي المحتوى المرئي بمنصات البث الرقمي بمواقع التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار من جهة أخرى.

وقد انكشفت بوادر الصراع المكتوم على خلفية الظهور الطاغي لـ”اليوتيوبرز” و”التيك توكرز” وتصدرهم المشهد، ولعبهم دور البطولة في الغالبية العُظمى من الأعمال الدرامية على حساب الممثلين المحترفين.

كما لاحظ الجمهور هجرات كثيفة لطيف واسع من نجوم “اليوتيوبرز” و”التيك توكرز” من منصات البث الرقمية لشاشات القنوات الفضائية بالسودان.

الٱستاذ صلاح شعيب وهو صحفي وكاتب وناقد فني وأدبي مختص وموثق للتراث السوداني يرى أن ما يجري ليس بالضرورة أن يكون مرتبطاً بصراع أجيال مستتر، أو واضح بين الفئتين، موضحاً أن هناك ممثلين ينتمون لأجيال متباينة خلال الموسم الرمضاني الحالي.
كما اعتبر أن من نسميهم ممثلي الميديا الحديثة ليسوا بدعاً في مقابل الممثلين الذين أنتجتهم خشبة المسرح، أو الدراما التقليدية، فهم جزء من حركة المبدعين جدد في كل المجالات ينافسون الأجيال التي احترفت الإعلام، والسينما، وسائر دروب الكتابة، ولذلك فإن المستقبل لصالح ممثلي الميديا الحديثة، بل امتلكوا الحاضر لأنهم خلقوا قاعدة جماهيرية عريضة في وقت لم تستطع أجيال سابقة مجاراتهم بحكم أن لكل زماناً ناسه وٱدواته.

وفي المقابل الصحافي المختص بالنقد الفني الٱستاذ هيثم الطيب لديه وجهة نظر مغايرة تماماً، فقال إن من يقدم على منصات السوشيال ميديا المختلفة ليست دراما بالتوصيف المهني والعلمي، بل هي قيمة أدائية مرتبطة بفكرة السخرية والإضحاك وليس الكوميديا، لأن التفاصيل التي يقوم عليها العمل هناك ليس منهج الكوميديا بكل مساراته وأدواته.

وأضاف هيثم أن السوشيال ميديا تفاصيل قائمة على إنتاجية للموقف اللحظي مع جرعة سخرية أو إضحاك وكل واحدة تناسب حالة من المزاج الشعبي يريدها، فهي عملية إنتاج لمواقف يريدها المرتبط بالسوشيال ميديا حسب ظرفه ومناخه وتعقيداته، باختصار هي محاولة لرسم حركة أداء بلا روح ٱومنهجية دراما.

وأكد هيثم أن السوشيال ميديا منتشرة بالشكل العريض والعمل الذي يقدم فيها ناجح بمقياس المشاهدات والمشاركات، طارحاً سؤالاً ما إذا كان هذا يعني أنها حركة تطويرية أو إضافة للدراما السودانية.
وأجاب أنه بالطبع، لا، لأنها في أصلها كما قلت ليست دراما حقيقية، مواقف أدائية فقط معتمدة على نمطية معينة من الشخصيات والأشياء التي تناقشها.

وينهي حديثه قائلاً: جزء من الممثلين ذهبوا هناك لأن منصات البث الرقمي بمواقع التواصل الاجتماعي، مكان للفهم المادي المطلوب لهم كأساس حياة، هناك يمارسون فعل الإنتاج من أجل الحياة فقط، لكن القناعة عندهم أنهم في واد غير ذي دراما، وقطعا هناك صراع عريض بين نجوم السوشيال ميديا وممثلين محترفين داخل السوشيال ميديا نفسها لكنه ليس صراع إنتاج دراما، إنما فقط حركة جسد مع بعض الكلمات المناسبة لإيقاع الناس وما يريدون.

Comments are closed.