اهلا رمضان (26) يكتبها ادم تبن

78

فليلة القدر هى محور إهتمام الصائمين القائمين ، يسألون أن يبلغهم إياها ويفوزوا بخيرها الذى يتمناه كل مسلم كبيرا أو صغيرا ، الكل يمنى نفسها أن يوفق فى قيام ليلها وصوم نهارها ، والعشر الأواخر فى رمضان تعنى أن رمضان بدأ العد التنازلى لرحيله الذى تتراقص أيامه يوما بعد يوم وها نحن فى اليوم السادس والعشرون ، ومن يصدق أن رمضان ستمضى أيامه بمثل هذه السرعة العجلى ، فمثل رمضان يتمناه الصائمين أن لا يعجل بالرحيل ، رغما عن أنه يمنعهم من شهوتئ البطن والفرج ، إلا أنهم يجدون حلاوة فى صيامه وقيامه والإنفاق الذى يتخلله والتواصل الإجتماعى الذى تزداد وتيرة فى شهر الخيرات والبركات ، وهنا نقول أن رمضان سيمضى تاركا لنا جميل ذكريات أيامه ، وخيراته التى أنعم الله بها علينا فقراء كنا أو أغنياء ، فكل منا يخرج من بيته يحمل صينية الإفطار وهى ممتلئة بصنوف الطعام والشراب ، تقل عند هذا وتزيد عند غيره ، لكن عنوانها أن الجميع سيتناولون إفطارهم عندما يرفع الأذان ندائه للصلاة .

وخلال يومئ الرابع والخامس والعشرون من شهر رمضان الفضيل تأثرت بعض ولايات السودان وخاصة ولاية الخرطوم بالأحداث التى دارت بين القوات المسلحة والدعم السريع ، وبالطبع توقفت الحياة فى بعض المدن والأحياء والأسواق وتقطعت سبل التواصل بين الناس ، إلا أن مايحمد لمجتمعنا أن تواصله الإجتماعى إزداد بصورة كبيرة، فهى صورة تفرح القلوب وتدخل السرور فى النفوس ، فقد كان فضل الظهر سمة بارزة فى مختلف الطرقات فكل صاحب مركبة أى كان تصنيفها يتوقف ليحمل معه بعض الناس فى طريقه بالقيمة أو مجانا ، وهناك من أدخل الى بيته الذين تقطعت بهم السبل مرحبا بهم، فالشدائد تصنع أهلها لم يبخلوا عليهم بالطعام والشراب والكساء فى نموذج متفرد لاتجده إلا فى القليل من المجتمعات ، وهناك من تواصل مع الآخرين عبر الهواتف ومواقع التواصل ليطمئن عليهم أو يقدم لهم الإرشادات الإيجابية لكيفية التعامل من الإحداث ، وطرق إسعاف المرضى والمصابين الى المستشفيات والمراكز الصحية فى حالات الطوارئ ، وكيفية الإحتراز من الإشاعات وعدم بثها ونشرها خاصة فى مواقع التواصل الإجتماعى .

صحيح أن الأحداث والإشتباكات كانت مفاجئة للجميع ووقعها كان مخيفا ومرعبا خاصة للإطفال الصغار والصبيان والنساء ، إلا أن الناس إلتفوا حول بعضهم البعض وإستطاعوا أن يتأقلموا معها بأساليب متنوعة ومبدعة سهلت عليهم الكثير من معاناتها، وذلك بفضل الله تعالى فله الحمد رب العالمين ، ودائما فى مثل هذه الأحداث تتغير أحوال الناس وأوضاعهم الإقتصادية والاجتماعية ، فمن كان غنيا قبل لحظة يمكن أن يصبح فقيرا بعدها ويحتاج الى وقفة الناس معه ، فمنهم من فقد تجارته أو وسيلة معاشه أو عائل أسرته بالموت أو الإصابة ، وأصبح لا حول له ولاقوة فقط ينتظر رحمة الله تعالى ومن ثم تكاتف وتعاون وتكافل المجتمع الذى عرف به فى مثل هذه الظروف العصيبة ، فعلينا أن نتفقدهم جمعيا الجار وصلة الأرحام والأقرباء والزملاء ، ونكون لهم عونا وسندا يتكأون عليه ،ليتجاوزوا هذه المحنة التى قدرها الله تعالى أن تكون فى أيام العشر الأواخر من رمضان،وأهلنا يقولون فى مثلهم البسيط (الناس بالناس)فهلا شمرنا عن ساعد الجد وبذلنا لهم المعروف والخير؟.

Comments are closed.