سلعة مهمة للعالم أجمع.. يهددها الصراع في السودان
متابعه (صحوة نيوز )
هدد الصراع المندلع في السودان من أسبوعين آلاف المواطنين لاسيما القاطنين في بؤر التوتر وفي مقدمتها الخرطوم.
كما انتشرت شرارة الاقتتال إلى دارفور الذي عانى لعقود من حرب دامية.
وتخوفت العديد من البلدان المجاورة أيضاً من أن تطالها التداعيات الأمنية.
إلا أن سلعة مهمة للعالم أجمع يبدو أنها مهددة إن طال هذا الصراع!
ألا وهو الصمغ العربي، الذي يتربع السودان في المراتب الأولى عالمياً لإنتجاها.
ما دفع الشركات الدولية المصنعة للسلع الاستهلاكية التي تستخدمه إلى الدخول في سباق لتعزيز إمدادات الصمغ العربي، أحد أكثر المنتجات المرغوبة في البلاد والذي يعد مكونا رئيسيا لكل شيء بدءا من المشروبات الغازية إلى الحلوى ومستحضرات التجميل.
إذ يأتي حوالي 70 بالمئة من إمدادات العالم من الصمغ العربي، الذي لا توجد له بدائل كثيرة، من أشجار الأكاسيا في منطقة الساحل التي تضم السودان الذي يمزقه القتال الدائر بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وفي السياق، أوضح مصدرون ومصادر من الصناعة لرويترز أن الشركات التي تخشى من استمرار انعدام الأمن في السودان وتعتمد على المنتج، مثل كوكاكولا وبيبسيكو، عملت على تخزين المزيد من الإمدادات، وبعضها لديه مخزون يغطي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر كي لا تعاني من نقصه. وقال ريتشارد فينيجان مدير المشتريات في مجموعة كيري، التي تورد الصمغ العربي لمعظم شركات الأغذية والمشروبات الكبرى “بناء على الفترة التي سيستغرقها الصراع، قد تكون هناك تداعيات على السلع المُصنعة المعروضة على الرفوف والتي تحمل علامات تجارية شهيرة”. وقدر أن تنفد المخزونات الحالية في غضون خمسة إلى ستة أشهر.
بدوره أكد مارتين بيركامب، الشريك في شركة التوريد الهولندية فوجا جام، أن المخزونات تكفي لفترة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر.
في حين أفاد متحدث باسم شركة كلويتا إيه.بي. السويدية المتخصصة في صناعة الحلوى، ومن بينها مستحلبات لاكيرول التي تستخدم الصمغ العربي، بأن الشركة لديها مخزون “وافر” من الصمغ.
بينما أشار 12 من المصدرين والموردين والموزعين لتلك المادة إلى أن تجارة الصمغ، الذي يساعد في تماسك مكونات الطعام والشراب، توقفت.
وقال محمد النور مدير شركة الصمغ العربي في الولايات المتحدة، التي تبيع المنتج للمستهلكين كمكمل غذائي، إن “من المستحيل” الآن الحصول على كميات إضافية من الصمغ العربي من المناطق الريفية في السودان بسبب الاضطرابات وغلق الطرق.
كذلك، أوضحت مجموعة كيري وموردون آخرون من بينهم شركة جام سودان السويدية أن التواصل مع الأشخاص على الأرض في السودان صعب، وأضافوا أن ميناء بورتسودان الذي يستخدم لشحن المنتج يعطي الأولوية حاليا لعمليات إجلاء المدنيين.
ورأى داني حداد مدير التسويق والتطوير في شركة أجريجام، وهي واحدة من أكبر عشرة موردين في العالم أنه “بالنسبة لشركات مثل بيبسي وكوكاكولا، فإنها لا يمكن أن تستمر بدون وجود الصمغ العربي في تركيباتها”.
يشار إلى أنه وفقا لتقديرات نقلتها مجموعة كيري، يبلغ الإنتاج العالمي من الصمغ العربي حوالي 120 ألف طن سنويا، بقيمة 1.1 مليار دولار.
فيما يأتي معظم هذا المكون من منطقة “حزام الصمغ” التي تمتد 500 ميل من شرق إلى غرب أفريقيا حيث تلتقي الأراضي الصالحة للزراعة بالصحراء وتضم أيضا إثيوبيا وتشاد والصومال وإريتريا.
وفي إشارة إلى أهمية تلك المادة بالنسبة لصناعة السلع الاستهلاكية، استثنتها الولايات المتحدة سابقا من العقوبات التي فرضتها على السودان منذ التسعينات لأنها سلعة مهمة وخوفا من خلق سوق سوداء.
Comments are closed.