حكاية من حلتنا.. يكتبها: آدم تبن
الاستفادة من التجارب والخبرات
أجمل الحكايات فى بلادنا لم تجد طريقها للناس فكثير من التجارب الناجحة والخبرات المتراكمة والمبدعة إما ضن بها أصحابها وحبسوها فى صدورهم أو قبرت مع أصحابها فى المقابر.
لم يستفيد منها أحد حتى المقربين منهم أهل كانوا أو معارف وأصدقاء فبموتهم ماتت تلك التجارب العميقة والخبرات الثرة التى إن نشروها وعلموها للناس لنفعوا بها أنفسهم ومجتمعهم وبلادهم.
ها هو رسولنا الكريم يحدثنا عن الموت، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم.
فبموتك تضيع منك أفضل الصدقات التى لا تشوبها شائبة الرياء والسمعة والانا، فهى صدقات تذهب أنت إلى القبر وتتركها خلفك فتصلك حسناتها وأنت فى أمس الحاجة إليها.
ونقص فى”حكاية من حلتنا” من تلك الخبرات والتجارب الإيجابية التى مررت بها، فقد جمعتنى الصدفة بثلاثة أشخاص.
وكلانا فى إنتظار إكمال إجراء معاملة حكومية فى أحد مرافق الخدمة المدنية التى لم تتأثر ولو قليلاً بالتطور المذهل الذى شهده العالم فى مجال تقديم الخدمات المختلفة إلكترونياً.
حيث أصبحت التطبيقات الإلكترونية هى العامل الأسهل والأسرع فى تقديم الخدمات وسداد فواتيرها إلكترونياً، دعنا من ذلك فلنرى ماذا دار بيننا من حديث.
فالجميل فى هذه الصدفة أننا جمعيا اتفقنا على أن مواردنا لم تستغل الاستغلال الأمثل حيث لا تزال البلاد تبحث عن المعونات والمنح والقروض والهبات الخارجية.
والأرض بكر والثروات فى باطنها وفوقها والإنسان موجود إلا أن نظرتنا لهذه الموارد الطبيعية لا تتعدى فى بعض الأحيان الحديث عن أحقية وملكيتها لهذا أو لذاك وتظل هى تنتظر من يفلحها ويستخرج خيراتها لمصلحته ومصلحة بلاده.
وكما قلت فإننا إتفقنا على أهمية أن نتغير جميعا للمصلحة العامة فالاوضاع الاقتصادية أصبحت صعبة على الأقوياء وأصحاب الدخول الكبيرة فمابالك بأصحاب الدخول الصغيرة واليوميات مثل الموظفين والعمال.
فحياتهم تغيرت الى أن أصبح همهم شخصى يعيشون حياتهم الخاصة لا يستطيعون أن يتواصلوا كما كانوا فى السابق.
يخافون من نهاية الشهر ودق الباب لدفع الإيجار الذى أصبح لا يطاق ولا يتناسب مع دخولهم المتآكلة بفعل التضحم الذى إجتاز حاجز الأربعمائة فى المئة.
وعليهم إلتزامات أخرى مثل الرسوم الدراسية والعلاج والاتصالات والكهرباء والمياه والمشاركات الإجتماعية، إضافة الى المفاجآت التى لا تخطر على بال أحد.
فهنا قبل أن نفترق إنحصر حديثنا على كيف يستفيد كل إنسان من موارده المتاحة أمامه قبل أن يكون تفكيره فى الاغتراب أو الدخول فى معاملات بها شبهات ربوية أو فساد أو رشاوي.
فكانت الفكرة الخلاقة أن يكون للزراعة المنزلية حظ فى البيوت مهما كان حجمها وتربية الحيوان والتدبير المنزلى بالاستفادة من المواسم التى يزيد فيها إنتاج المحاصيل وتصبح أسعارها فى متناول اليد.
باتباع الطرق التقليدية أو الحديثة فى التجفيف والحفظ والتخزين لاستخدامها فى أوقات الندرة والغلاء وزيادة الأسعار.
ليكون رب الأسرة فى مأمن من مثل هذه التقلبات التى أدت الى بعض الخلافات الأسرية صعب على المصلحين التدخل لعلاجها و إعادتها إلى سابق عهدها.
فأصبحت شهرة المحاكم واسعة تفوق شهرة ملاعب كرة القدم لكثرة روادها من المتخاصمين.
ودمتم
Comments are closed.