حكايه من حلتنا.. لغة الإشارة

461

يكتبها: آدم تبن

فجأة بدون مقدمات وأنت تقود سيارتك فى الطريق العام تجد شخص يقف أمامك ملوحا بيده وهى تعلو وتهبط فى إلحاح متواصل.

سواءا كان يعرفك أو لا يعرفك، لكنك تفهم تلك الإشارة بمعنى أن توقف لتحملنى معك وأنت فى طريقك.

فتجد نفسك إما معتذرا بإشارة يدوية ترفع فيها أصبعك فى شكل حركة متحركة يمينا وشمالا تقول فيها ليس لى مكان لأحملك معى أو إتجاهى مختلف عن إتجاهك وليس فى وسعى التوقف لك.

وكذلك تنادى على شخص من بعيد برفع يدك إلى أعلى وبعد أن يراك أو تشعر بأنه نظر إليك تخفض يدك إلى الأمام وتقبضها إليك فى حركة سريعة وتعنى هنا هلم تحرك نحوى أو تعال أنا فى إنتظارك.

وهكذا تعلمنا لغة الإشارة من خلال التجارب العملية فى المنازل أو مواقع العمل والأسواق والمواصلات، فهى لغة مفهومة دون حديث أو كتابة إلا أنها شائعة.

وأصبح لها وجود فى جميع أنحاء العالم خاصة بعد ظهور حالات كثيرة للاعاقة التى ظهرت وسط المجتمع، وتعرف بالصم والبكم ويتطلب التعامل معهم بلغة يفهمونها بشكل جيد وهى لغة الإشارة.

وكانت لغة الإشارة فى السابق تتعامل بها فئات محددة وفى حدود ضيقة لا تتعدى الصم والبكم فهم يتعاملون فيما بينهم وبين الآخرين بهذه اللغة التعبيرية.

وتعتمد فى غالبها على الإشارة بالأيدى كلغة عبرت الحدود وكسرت حاجز اللغات وتمددت فى جميع الدول وأصبحت تفرض واقعا جديدا على أنماط الرسالة الاعلامية.

حيث إعتمدت العديد من وسائل الإعلام خاصة المرئية على توصيل رسالتها لهذه الفئة عبر لغة الإشارة.

كما أن وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك وواتس اب وانستغرام وتلغرام خصصت لها مكانا وسمتها بالايموجى.

وأصبحت إداة تعبيرية متقدمة يعتمد عليها أغلب مستخدميها ويتعاملون معها بصورة دائمة.

فأصبح من الساهل أن يرسل الشخص أيموجى يحمل تعبير لحالة معينة دون إستخدام الكتابة بأحد اللغات المعروفة.

ولغة الإشارة فى بلادنا معروفة منذ زمان بعيد وصلت إلى الأرياف والمدن الكبرى وإستخدمتها القوات المسلحة سلاح الإشارة.

والشرطة فى الطريق لضبط حركة السير مثل الإشارات المرورية وأشارة عسكرى المرور وعربة النجدة وعلامات المرور يعرفها السائقين جيداً ويتعاملون معها.

وكذلك أصحاب المركبات العامة “ياسائق البوباى الإشارة جاى ولاجاى” و “البرينسه الماسكة الظلط كاسره موجه النار ولعت”.

فهم يستعملون هذه الإشارات المرورية فى الطريق وفى نقل الركاب لتحديد إتجاههم فيشير أحدهم برفع يده وتعليتها.

فى إشارة يفهمها مستخدم الطريق ويعنى أنه سيقطع الكبرى، وتجد آخر يمد يده ويجعل الإصبع يدور حول نفسه فى إشارة توضح أن إتجاهه إلى الصينية.

وآخر يرفع يده عالية والى الأمام فى إشارة إلى أبعد منطقة فى نفس الطريق، وكذلك إشارات الراديو والقنوات عبر الأقمار الصناعية.

وهكذا وجدت لغة الإشارة حظها من الانتشار الكثيف إلى أن أصبحت لغة عالمية مشتركة.

خصصت لها الأمم المتحدة يوم ٢٣ سبتمبر للإحتفال باليوم العالمى للغة الإشارة، وكذلك خصص الهواة يوم ١٧ يوليو من كل عام كيوم عالمى للإحتفال بالرموز التعبيرية(الايموجى).

ويحرص الكثير من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعي على إستخدام الايموجى لتوصيل رسالتهم خوفاً من الأخطاء بسبب الكتابة أو الحديث ويلتبس فهمها وتكون سبباً فى مشاكل أخرى تحتاج إلى وقت طويل لحلها.

وهنا نذكر أن هناك جهات لها قصب السبق فى جعل لغة الإشارة حاضرة فى وسطنا ومحيطنا العربى.

حيث يقول موقع ويكيبيديا توجد هيئات تقوم على وضع مقاييس لتوحيد هذه اللغة في كل بلد وبين البلدان المختلفة.

وعلى سبيل المثال: الجمعية القومية السودانية لرعاية وتاهيل الصم إحدى أقدم الجمعيات الطوعية لرعاية وتأهيل الصم في السودان والوطن العربي.

تأسست في البدء تحت اسم جمعية الأمل عام 1969 بواسطة الدكتور طه طلعت أخصائي طب الأنف والأذن والحنجرة.

وإنبثق من هذه الجمعية أول تجربة لمسرح الصم برعاية المسرحي والمخرج السوداني عبد الحكيم الطاهر عليه رحمة الله تعالى.
ودمتم

Comments are closed.