حكاية من حلتنا يكتبها: آدم تبن

48

من جمال بلادنا السودان رغما ماتعانيه من حروب وإقتتال فى عاصمتها الخرطوم وبعض عواصم الولايات فى غربنا الحبيب فلايزال فصل الخريف يرسم صورة جمالية لجمال الطبيعية الرائعة التى وهبها الله تعالى لبلادنا ، ومن يعيش فى المناطق التى تتميز بأمطار غزيرة يرى ذلك الجمال والحسن الطبيعى بعينيه وليس من رأى كمن سمع ، فهناك ترى الأرض مخضرة بأنواع كثيرة وعديدة من النباتات والحشائش التى تتسابق لتأخذ حظها من ضوء الشمس لتصنع به غذائها بنفسها حتى تستطيع أن تقاوم الحشرات والآفات والطيور التى لاتتوقف لحظة فى معركتها فى أن تبقى على قيد الحياة ، وهى سنة الحياة التى لافكاك منها ، وجمال الأشجار العتيقة وخضرتها فى المزارع والبساتين والغابات يمنح النفس البشرية راحة لاتقدر بثمن ، فمن الناس من يسافر لبلاد بعيدة للسياحة والإستجمام فيها الكثير من جهد البشر حيث تتدخل أفكارهم لصناعة ما يحفز الناس لزيارتهم ، وهنا فى بلادنا راحة طبيعية لم تتدخل فيها يد البشر ، تمطر السماء ماءا مباركا على الأرض فتخضر وتلبس حلتها الزاهية من الخضرة والجمال ، فتخلق أجواءا من الفرح والسرور والراحة التى يبحث عنها الإنسان .

 

ومنظر السماء وهى تتلبد بالغيوم والسحب الماطرة فى كل مكان وأصوات الرعد والصواعق والبرق الذى يجهر العيون تجعل الإنسان أسيرا لها ينتظر هطولها ليخرج من بيته مسرعا حاملا أدوات عمله فى مزرعته أو خلف ثروته الحيوانية بحثا عن مكان يمتلأ بالكلاء والماء ليكون مرتعا لها تأخذ من الكلاء والماء كفايتها ،لتعود عند الأصيل مسرعة الى صغارها وضرعها يمتلأ لبنا سائغا يكفى لصغارها وأصحابها ، فى صورة تكافلية تظهر فائدة الحيوانات الأليفة من جمال وأبقار وضأن وماعز للمجتمع عامة ولأصحابها خاصة ، ويالها من نعمة تستحق أن يشكر الناس الخالق عليها فبالشكر تدوم النعم ، وكثيرا ما نسمع أن فلان له ثروة ماشاء الله يشرب منها ويأكل منها ويبيع منها إذا سأت ظروفه الإقتصادية وإحتاج لبعض المال ،يقولون لك أن فلان إذا تضايق بمشى (الزريبة) والزريبة بفتح الزاى وكسر الراء هى مكان يعد لحفظ الثروة الحيوانية تزرب بشوك أشجار السدر أو اللالوب ويفتح بابها للخارج لمساعدة الحيوانات فى الدخول والخروج ويغلق خلفها حتى لا تخرج منها خوفا من إتلافها للزرع .

 

وحكاية من حلتنا تعيدها جماليات الخريف الماطر لتنقل قليلا منها لقرائها الذين يحفوننى دائما بأفكارهم وملاحظاتهم المتميزة التى أصبحت تشكل رصيدا لمواصلة الكتابة، حتى وإن توقفت لفترة لأسباب مختلفة ، فلهم كل الشكر والتقدير وكمايقولون (الخريف اللين من بشايره بين) وكذلك الشكر أجزله لموقع صحوة نيوز الذى ظلت مادة حكاية من حلتنا تجد حظها من النشر الإلكترونى بداخله ، ومن جماليات الخريف أن الأرض مع إكتساؤها بتلك الحلة السندسية الخضراء ، فإن منها أماكن تمتلأ بالماء مثل الخيران والوديان والتبوب والحفائر وتشكل موردا مائيا مهما فى فصلئ الخريف والصيف يستفيد من مياهها الإنسان والحيوان حيث تقل المياه فى فصل الصيف ويزيد الإستهلاك وذلك بنضوب العديد من الموارد المائية بسبب تعطل بعضها وإرتفاع درجات الحرارة وزيادة التبخر ، وحاجة المياة فى حياة المجتمعات لاتخفى على أحد فهناك مناطق لاتزال تعيش (عطشى) لعدم وجود مياه جوفيه بها أو حاجة إنسانها وحيوانها للمياه الصالحة للإستهلاك وخبراء المياه يذكرون فى أحاديثهم أن هناك ثروة مائية مهدرة فى فصل الخريف.

Comments are closed.