الزين صالح يكتب :- السودان م بعد فولكر

43

بقلم : زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن العديد من القيادات السياسية و أيضا القائد العام للجيش قالوا أن السودان لن يعود للأجندة التي كانت مطروح ما قبل 15 إبريل، و هذه أصبحت حقيقة ماثلة، و كل يوم الأحداث تثبت أن السودان يحتاج لمبادرات وطنية نابعة من السودانيين، و ليست أفكارا يضخها الخارج عبر المنظمات أو اللجان الرباعية و الثلاثية و غيرها، أن الشعب الذي فجر ثورة إبريل و قاد الثورة سلميا حتى إسقاط النظام لابد أن تكون فيه قيادات قادرة أن تخلق اقعا جديدا يتخلق من خلال طرح الأفكار في الساحة السياسية، و أكد أفكارا و ليست شعارات بهدف المناورة و يعجز الذين يطرحونها نزولها على الأرض، بسبب الفارق الكبير بين الشعارا و مرجعياتهم الفكرية التي لا تعبر عنها.

استقال بالأمس فوكلر عن رئاسة البعثة الأممية في السودان، و فوكلر ليس قدم استقالته بدافع شخصي و لكن طلب منه تقديمها حفاظا على ماء الوجه، و كان سفير السودان في الأمم المتحدة قد هدد أنه لن يحضر جلسة مجلس الأمن بسبب أن السودان رفض أن يكون فوكلر رئيسا للبعثة و وصفه باهن رجل غير محايد في التعامل مع القوى السياسية، و الطلب من فوكلر أن يقدم استقالته ذلك يعني كما قال الصحفي طلال الحاج مراسل قناة ( الحدث) الاعتراف بالسلطة القائمة في السودان أنها هي التي تمثل الدولة، و خروج فوكلر من الشأن السياسي السوداني هي بداية لمرحلة جديدة. و أيضا مقرونة بقضيتين الأولى أن لها أثرا كبيرا على دور المنظمات الأخرى المشاركة في العملية السياسية خاصة الاتحاد الأفريقي، و دور ود لباد و موسى فكي اللذان ارتبطا بالثلاثية، و خطاب ود لباد الذي وصف فيه خطاب الخارجية السودانية ب ( المنحط) سوف يبعده تماما من لعب أي دور له في الشأن السوداني مستقبلا. كما أن الإيغاد لن يكون لها أي دور في مستقبل العملية السياسية في السودان رجوعا للمؤتمر الذي كانت قد عقدته في أديس أبابا و التي كانت قد دعت فيه لتدخل قوات شرق أفريقيا، و رفضته السلطة في السودان، الأمر الذي يؤكد أن خيارات أخرى سوف تفرض نفسها مرهونة بدور الشعب السودان و موقفه من الذي يجري الآن.
في مقال كنت قد كتبته بعنوان “هل البرهان وحده يصنع رهانات

السياسة” قلت فيه (أن حديث البرهان في الحاميات العسكرية يهدف منه رسم طريق يجب التفكيرفيه. أو طرحه للحوار بكل محمولاته، و الحوار حوله يعني التفكير فيما يفكر فيه الجيش، فهي معادلة لا تصعب مع الذين يؤيدون الجيش، و لكنها نقطة فارقة للذين لا يقفون معه، أو يجعلونه في مصاف واحد مع الميليشيا. تجاوز هذا الخطاب أن يكون هناك حدثا ذو فاعلية أكبر. هل قوى الحرية و التغيير تملك صناعة هذا الحدث؟) و الآن الأحدث تؤكد أن من يصنع الحدث و يقدم التساؤلات جهة واحدة، ويصبح الأخرون معلقون على متونها. و إبعاد فوكلر يعني تأكيد الدول في الأمم المتحدة أن السلطة القائم الآن تمثل الدولة السودانية، و سوف يتم التعامل مع هذه الفرضية إلا إذا حدث أمر أخر غير ميزان القوى لخيار أخر. و لكن هذا غير موجود في الساحة الآن، من خلال حالة التشظي التي تشهدها القوى السياسية، و غياب المشروع الذي يوحدها.

أن استقبال البرهان في العواصم التي زارها و فرش البساط له يعني اعترافا بأنه يمثل الدولة السودانية إذا قبل الناس ذلك أو رفضوه. و يجب أي يتعامل سياسي أن لا يسقط هذه الحقيقة، فالسياسة هى تعني الاعتراف بحقائق الواقع حتى إذا كانت مرفوض من قبل البعض، و يجب النظر كيف يتم التعامل معها. و أيضا لابد من الاعتراف أن الأجندة السابقة قد تجاوزتها الأحداث، و لابد من وضع أجندة جديدة مع التقيد الكامل بالأولويات، خاصة في ظل الحرب دائرة الآن في البلاد، و عدم تجاهل موقف الشعب السوداني في المعادلة السياسية الجديدة.

أن استقالة فوكلر و كيف تم التعامل معها في المجتمع الدولي سوف يجعل أي بديل أن ينظر للانتقادات التي كانت قد وجهت لفوكلر و سوف يتخطاها بسياسة جديدة تنظر للمسألة من خلال عينين و ليس عين واحدة. و هذا التحول الذي بدأ يرسم ملامح المستقبل السياسي من خلال مجريات الأحداث يجب على القوى الساسية أن تتعامل معه بأفق أوسع و خيارات أفضل من حالة العواطف الي تؤكد ضيق تصور الانتماءات، أن المرجعيات الفكرية القديمة التي تجاوزتها البشيرية، و التي ماتزال تعيق أي عمل سياسي ديمقراطي في السودان يجب أن تتغير و يحدث فيه نقد يحاول أن يطرح أفكار جديدة لمصلحة الوطن و المواطن و أن يكون المسار للديمقراطية بشروطها و ليس بشروط الأيديولوجيات التي تجاوزها التاريخ. نسأل الله حسن البصيرة.

Comments are closed.