نجلاء صالح تكتب: الهجرة وأثر التغيرات على المهاجرين في الغرب

379

من الصعب ان يغادر الانسان بيئته وموطنه الام الذي نشأ وترعرع وتربي فيه لكن هناك ظروف مختلفة كالوضع الاقتصادي او السياسي وقد يكون الظرف اظطهاد او حرب.

كل هذه الظروف قد تجبر الناس لمغادرة اوطانهم بحثاً عن فرص ووضع معيشي افضل في مكان آمنً آخر.

الامر هنا لا يتوقف عند الانتقال الجغرافي بل يشمل الانتقال من ثقافة الى ثقافة اخرى ومن مجتمع الى مجتمع اخر.

وهنا يحمل الانسان معه عاداته وتقاليده مهاجراً بها الي عالم مختلف فالعادات والتقاليد هي المحور الاساسي في التكوين العقلي والنفسي للفرد وهي التي تشكل هويته.

تعتبر العادات موروث ثقافي اجتماعي اصله بيئة الانسان، ولكل شعب من الشعوب عاداته وتقاليده واعرافه وتراثه وقيمة تربوية يفتخر بها وتكون سمة بارزة له بين الشعوب.

ولكن يواجه المهاجرون تحدياً صعباً فيما يتعلق بالاندماج في المجتمع الجديد، وفي معظم الأحوال يتطلب التكيف الكثير من الوقت والجهد فهو أحياناً يعد أمراً شاقاً للغاية.

لا يدرك معظم الأشخاص مدى المجهود والضغط الذي قد يتطلبه العيش والاستقرار في مجتمع مختلف وثقافة لم يعتاد عليها.

فالانتقال الي الحياة الغربية قد تصاحبها عملية إبهار تجاه واسلوب الحياة، فهناك الكثير من الايجابيات التي يمكن ان يستفيد ويتعلم منها المهاجر في ظل محافظته علي عاداته وتقاليده.

ولكن للاسف قد نجد البعض يتنكر لعاداته وتقاليده ويعتبرها نوع من عدم الانفتاح، فنجد البعض يتفاخر بانفتاحه للغرب وتقليده الاعمي لاسلوب حياة في ظل عادات لا تشبهه.

وارضاءً لذاته وتكيفه مع الوضع الجديد يبتعد عن دينه وعاداته وتقاليده، والتقليد هو محاولة مشابهة الغير في القول والفعل.

فنجد البعض يقلد اسلوب الحياة الغربيه التي لم توافق عاداتنا ونجد تقليد في المظهر والملبس للشباب والشابات وتقليد في السلوك وتقمص شخصية مختلفة.

الانفتاح على الحضارات الأخرى لا يعني أن أتنازل عن هويتي ولكن معناه الحقيقي التعرف على ما وصلوا إليه من تقدم علمي واختراعات لخدمة البشرية.

ولكن بالنسبة للعادات يتوجب علّي المحافظة على أخلاقي ولغتي العربية الجميلة ولهجتي الأصيلة والزي الرائع سواء كان للرجال والنساء.

وايضا الترابط الأسري من أهم التقاليد الأصيلة، علينا أن نعتز به ونحافظ عليه لأن الأسرة هي العامل الأول لتقويم الأفراد والمحافظة على المنظومة الحميدة من العادات والتقاليد في المجتمع.

وذلك من خلال توريثها من جيل إلى اخر فعلينا ان نضع بصمة ايجابية جميلة داخل تلك الدول.

فعلينا جميعا ان نعتز بعاداتنا وتقاليدنا والتمسك بها (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) صدق الله العظيم.

Comments are closed.